لا يعرف قيمة الماء إلا من فقده، ونظرة إلى الدول التي يصيبها القحط والتصحر ويقل نزول المطر فيها تعطينا فكرة عظيمة عن قيمة الماء، ولعظمة الماء جعله الله آية من آياته فهو يحيي به الأرض بعد موتها، ولا غنى للإنسان أو أي كائن حي من نبات وحيوان وطير عن الماء، وان كانت الحروب الآن تنشب للسيطرة على منابع النفط والثروة والمواقع الإستراتيجية فإن الحروب القادمة قد تنشب على مصادر المياه، ونتذكر قول الرئيس الراحل أنور السادات انه على استعداد أن يحارب الى آخر جندي مصري وفي آخر الدنيا إذا تعرض النيل للخطر أو لسيطرة دولة ما، فالماء نعمة كبرى عظيمة وآن الأوان لنفتح ملفه، فإذا كان استهلاكنا من الماء قد بلغ هذا الحد الخطير وأصبح استهلاك الفرد لدينا أعلى استهلاكا في العالم فلابد من وقفة متأنية لسبل ترشيد الاستهلاك من الماء.
فلقد حبانا الله تعالى البترول وهو ثروة كبيرة ولكن الماء أهم لأنه عصب الحياة فمن لا يملك الماء لا يملك القرار وان كنا نملك المال اليوم فسيأتي يوم لن يكون الماء فيه سلعة قابلة للبيع ولن نجد من يبيعه لذا نحن أمام مشكلة كبرى وهي توفير حاجاتنا من المياه وليس أمامنا لهدر المياه إلا أمران الأول محاربة مظاهر الإسراف بالمياه بتغريم كل من يسرف بمياه الشرب وكمية المياه العذبة الصالحة للشرب التي يستخدمها بعض حراس البنايات في غسيل السيارات تعادل استهلاك البناية نفسها من الماء وكذلك المنازل ونواحي الإسراف بالمياه كثيرة فالمساجد والحدائق لا رقيب ولا حسيب على استهلاكها للماء ومحطات غسيل السيارات وصنابير المياه المعطلة التي تهدر الماء ليل نهار وخزانات السبيل المنتشرة بالكويت انظروا اليها والى كمية المياه المتساقطة منها والتي تهدر المياه على الأرض ولا أجد لترشيد الاستهلاك حلا الا بحملة إعلامية في المساجد والمدارس والتلفاز والصحف والمجلات لترشيد استهلاكنا من الماء وتوعية الناس بتكلفة المياه التي تتحملها الدولة.
ومن لا تردعه حملات التوعية ربما تعيده لصوابه فاتورة استهلاكه من المياه ويعلمون أن لكل قطرة ماء ثمنا هم دافعوه فلا نيل ولانهر لدينا ولا بحيرات، إنما هو ماء يأتي بعد رحلة مضنية من التبخير والتقطير ولابد من حملات لترشيد استهلاك المياه، فحديث الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: «لا تسرفوا في الماء فقال احد الصحابة أوفي الماء إسراف يا رسول الله قال بلى حتى وان كنتم على نهر جار».
فالإسلام والمسلمون عرفوا قيمه الماء وحرصوا عليه وذادوا عنه بكل ما يملكون، ونحن في الكويت ابناء بيئة صحراوية الماء فيها يعني الكثير بالنسبة لنا، وأود أن أشير هنا إلى الغرامات الباهظة التي يقوم بتحصيلها المكلف بكتابة الغرامة انها تكلفة باهظة إذا شاهد ورأى أمام المنزل ماء فقد يكون هذا الماء من غسيل «الحوش» بالماء الصليبي وغير ذلك فلابد من التأكد من هذا الأمر.
اللهم احفظ بلدي الكويت وأميرها وشعبها ومن عليها من المخلصين من كل مكروه، اللهم آمين.
[email protected]