تعتبر الصداقة من المشاعر النبيلة والقيمة في حياة البشر ويهتمون بها، والعالم كله يحتفل بيوم 30 يوليو من كل عام باليوم الدولي «العالمي» للصداقة والذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 2011، حيث إن الصداقة بين الشعوب والبلدان والثقافات تسهل جهود السلام وتشكل فرصة لبناء الجسور بين المجتمعات ومواجهة وتحدي أي صور نمطية مغلوطة والمحافظة على روابط الإنسانية واحترام التنوع الثقافي.
يواجه العالم العديد من التحديات والأزمات وعوامل الانقسام مثل الفقر والعنف وانتهاكات حقوق الإنسان والتي جميعها تعمل على تقويض السلام والأمن والتنمية والوئام الاجتماعي في شعوب العالم وفيما بينها. ولمواجهة تلك الأزمات والتحديات يجب معالجتها ومعالجة أسبابها الجذرية من خلال تعزيز روح التضامن الإنساني المشتركة ومن أبسط صور هذه الروح هي الصداقة إذ إن الصداقة تقوي علاقات الثقة بين جميع الأطراف وتسهم في تحقيق الاستقرار والأمان.
واليوم الدولي للصداقة هو مقترح ومبادرة اليونسكو والذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة بموجب قرارها رقم 13/52 المؤرخ في 20 نوفمبر 1997 وحدد القرار ثقافة السلام بأنها تشكل مجموعة من القيم والمواقف والتقاليد وأنماط السلوك وأساليب الحياة واتجاهات تعبر عن التفاعل والتكافل الاجتماعيين على أساس مبادئ الحرية والعدالة والديموقراطية وجميع حقوق الإنسان والتسامح والتضامن وتنبذ العنف وتسعى لمنع نشوب النزاعات عن طريق معالجة أسبابها الجذرية، ويقوم اليوم الدولي للصداقة على إدراك جدوى الصداقة وأهميتها في تعزيز جهود السلام والحرية وقد كان ذلك جليا أثناء الغزو العراقي الغاشم حيث إن الدول الصديقة تدخلت وساهمت وشاركت في عودة الشرعية الكويتية وتحرير الكويت من براثن العدو العراقي المحتل.
والصداقة هي رابطة المودة والإخلاص بين شخصين أو أكثر وكل منهم يشعر بالحب تجاه الآخر ويتميز الأصدقاء بصفات شخصية إيجابية مثل اللطف والكرم والولاء والصدق ويعتبر كل إنسان لديه صديق مخلص من أسعد البشر على الأرض ولنجاح هذه الصداقة يجب أن نحسن اختيار الصديق الصدوق ونبتعد عن أصدقاء السوء فكل إنسان على دين خليله، وتظهر الصداقة الحقيقية في الشدائد والمحن ولا ننسى المقولة المأثورة «الصديق وقت الضيق» حيث إن وجود الصديق الحقيقي في حياتنا يجعل الحياة أسهل ومليئة بالسعادة وتعطي سببا لبقاء الأشخاص أقوياء في الحياة إذ إن وجود الأصدقاء الحقيقيين لا يقدر بثمن ولا يمكن أن يتخلى عنه كل إنسان.
والآن مع تطور وسائل التواصل الاجتماعي، فإن الصداقة الافتراضية هي نوع جديد نسبيا من الصداقة التي تحدث عبر الإنترنت ولكنها تختلف عن الصداقة التقليدية والتي تكون بالاتصال وجها لوجه.