حذر خبراء من أن النظام البيئي في اليونان «مهدد» بعدما أتت حرائق على 50 ألف هكتار في يوليو، وهي «الأسوأ» التي تسجل في يوليو على الإطلاق منذ أكثر من عقد.
وقال المهندس الزراعي في مرصد أثينا خارالامبوس كونتوس لوكالة فرانس برس «كان الشتاء جافا ولم تكن أمطار الربيع كافية للحفاظ على رطوبة» الجذور.
بدوره، قال نيكوس بوكاريس رئيس الاتحاد اليوناني للغابات، إن اليونان شهدت فترة طويلة من الحر والرياح القوية والجفاف، وكلها «ظروف مناخية قصوى تؤجج الحرائق» كما هي الحال في أماكن أخرى في دول البحر الأبيض المتوسط.
وقال وزير الحماية المدنية فاسيليس كيكيلياس إنه تم تسجيل نحو 660 حريقا، أخمدت غالبيتها بسرعة، خلال عشرة أيام بمعدل 50 إلى 70 حريقا في اليوم.
لكن «الحرائق المتكررة تهدد النظام البيئي، إذ تتحول الغابات إلى أراض حرجية زراعية.. يميل مشهد الطبيعة إلى التغير ليصبح مشابها للمناظر الطبيعية الأفريقية» وفق بوكاريس.
ففي رودس حيث اندلعت الحرائق في 18 يوليو «تأثر جزء كبير من الحياة البرية بشكل خطير. عثر على بعض الغزلان الأوروبية متفحمة» كما قال غريغوريس ديميترياديس رئيس جمعية حماية البيئة المحلية.
وكانت الحرائق أيضا السبب وراء انتشار جسيمات ملوثة بلغت مستويات «قياسية» في شهر يوليو: «ميغا طن من انبعاثات الكربون بين 1 و25 يوليو، أي ضعف الرقم القياسي المسجل في يوليو 2007»، بحسب المرصد الأوروبي كوبرنيكوس.
وذكر خارالامبوس كونتوس أن كل ست سنوات تقريبا، تندلع النيران في الجبال المحيطة بأثينا، ما «يؤثر على النظام البيئي لحوض العاصمة»، وهي واحدة من أكثر المدن اكتظاظا في أوروبا، إذ يعيش فيها أكثر من ثلث السكان اليونانيين البالغ عددهم 10.5 ملايين نسمة.
بالنسبة إلى نيكوس بوكاريس، فإن الوضع في حوض أتيكا إشكالي أيضا لأن «المساحات الخضراء قليلة والإنشاءات الأسمنتية تخلق بيئة حرارية مغلقة».
ودعا إلى ترك الأراضي المحترقة تتجدد وإلى منع تحويل «الغابات المحترقة إلى مناطق للزراعة أو البناء» كما يحدث في كثير من الأحيان.
من جهتها، قالت ألكسندرا ميساري من الفرع اليوناني لمنظمة غرينبيس «أزمة المناخ لم تظهر فجأة وهناك ضرورة لتعاون الحكومة مع السلطات المحلية والمتطوعين لمكافحتها».