لم يكن وليد الصدفة أن يؤمن المرء بما يملكه وبفن الإدارة لمقدراته وبأن القادم أفضل، فقبل عام من الآن كتبت مقالا تحت عنوان «الخطيب والغيص وسامان وطنيان ودوليان» وذكرت مناقبهما.. كوني أحد موظفي القطاع النفطي عرفا وشاهدا، فإنني أفخر بما حققه هذا القطاع في الكويت والإقليم الخليجي والدولي، عبر تحقيق الشراكات الاقتصادية ودور القطاع في تعزيز مشاريع الكويت الاقتصادية في العالم، وعبر عملي ومعرفتي بتاريخ الشركات النفطية الكويتية، وتلك الكفاءات الوطنية من رجالات كويتيين وسيدات كويتيات كانوا وما زالوا يعملون على رفع إنتاجية هذا القطاع الذي ينعش اقتصاد البلاد.
حيث حققت شركة البترول الوطنية الكويتية الحكومية أعلى أرباح في تاريخها وبلغت 1.016 مليار دينار في السنة المالية 2022-2023، بزيادة 198% عن السنة المالية الماضية المنتهية في 31 مارس الماضي.
إن أرباح الشركة شهدت في السنة المالية المذكورة زيادة قدرها 675 مليون دينار وبزيادة نسبتها 198% مقارنة بأرباح الشركة في السنة المالية السابقة لها والتي بلغت 341.380 مليون دينار.
وتزامنت هذه الزيادة الكبيرة في الأرباح النفطية، لتكون قفزة اقتصادية وذلك لعدة عوامل، منها ارتفاع الأسعار العالمية للمنتجات النفطية، ولتطور أداء الشركة التشغيلي كماً ونوعا، خصوصا بعد التشغيل الكامل والناجح لمشروع الوقود البيئي في مصفاتي ميناءي الأحمدي وعبدالله، لترتفع بذلك جودة المنتجات النفطية بمواصفاتها، ولتصبح أيضا، مواكبة لأحدث المواصفات البيئية العالمية وأكثرها تطورا، فاتسعت مساقات ومسارات الشركة لتسويق منتجاتها في أسواق عالمية جديدة.
وفي الحقيقة، نشطت مؤسسة البترول الكويتية بقطاعها التسويقي وتعاونها مع قطاع التسويق العالمي التابع للمؤسسة، ما أدى إلى توفير فرص مربحة مجزية جديدة لبيع منتجات الشركة.
وعلى مدار عام، حققت الشركة قفزة نوعية من خلال المشاريع النفطية الكبرى الجديدة رافقتها زيادة في الطاقة التكريرية ضمن مشروع التوسع في القدرة الإنتاجية للمصفاتين، لتحقق الاكتفاء الذاتي المحلي والعالمي من خلال سد احتياجات السوق المحلي، وتلبية الطلب العالمي المتزايد على المنتجات النفطية.
وذلك لوجـــود خطة استراتيــجية سارت وتسير عليها الإدارة الجديدة لشركة البترول تتضافر كل الجهود بقيادة م.وضحة الخطيب الرئيس التنفيذي للشركة، والتي تصدرت المشهد وقدمت المؤشرات على التسويق الإنتاجي لشركة البترول الوطنية ما ساهم بشكل كبير في ارتفاع أرباح المشاريع النفطية هذا العام.
وبالأرقام الزمنية والإنتاجية النفطية، تمكنت شركة البترول الوطنية للمرة الأولى من إنتاج وقود الديزل المطور بمواصفات عالية وعالمية تناسبت ومتطلبات الأسواق الأوروبية، لسد حاجتها في فصل الشتاء.
ففي ديسمبر 2022 ويناير 2023 تم تصدير أول شحنتين تلتهما شحنات عديدة أخرى، كما صدرت الشركة لأول مرة منتج الجازولين (وقود السيارات) المنخفض الكبريت والمركبات العطرية والمطابق لأحدث المعايير والمواصفات البيئية العالمية في أغسطس 2022، وذلك بعد تلبية احتياجات السوق المحلي بالكامل، وتم تصدير أول شحنة من الكيروسين المنخفض الكبريت (أقل من 10 أجزاء في المليون) في أكتوبر 2022، وتصدير شحنتين إضافيتين بالمواصفات نفسها خلال الربع الثالث من السنة المالية 2022-2023.
لقد استطاعت الإدارة الجديدة في شركة البترول الوطنية أن تتميز في إدارة المصفاة ومواكبتها لمشروع الوقود البيئي تلك الإدارة المشهود لها كويتيا وعربيا وعالميا.
بالفعل، إن جهود القطاع النفطي تسابق بإنجازاتها جميع القطاعات الحكومية في البلاد، ويجهد القطاع والعاملين فيه بدفع عجلة التنمية المستدامة من خلال الاستثمار في المشاريع الكبرى، فالقطاع النفطي الأول في قياس مؤشرات العمل التنموي في البلاد.
بارك الله جهودكم أيها المتميزون من أبناء قطاعنا النفطي والى مزيد من الأرباح والمشاريع النفطية الكبرى على مستوى الإدارة وجودة الإنتاج.
[email protected]