انتهت هذا الأسبوع خدمة الملحق الثقافي الكويتي في بريطانيا د.فهد المضف، والذي تعامل 40 سنة مع المكاتب الثقافية في الخارج في مصر وأميركا ولندن كطالب ثم كولي أمر، أكاد أجزم انه افضل ملحق ثقافي تعاملت معه. فقد كان الأب والأخ الأكبر لجميع طلبة وطالبات بريطانيا، حتى إن رقم هاتفه كان متاحا لجميع الطلبة يتداولونه بينهم في جروباتهم يتواصلون معه مباشرة عن طريقه ويرد عليهم ويتجاوب معهم ويساعدهم في حل مشاكلهم، على عكس البعض الذي تحتاج المرور على 4 سكرتارية وواسطتين فقط للكلام معه.
بمناسبة الحديث عن المكاتب الثقافية عندي تساؤل من قديم الزمان عن سبب عدم تكويت أهم جزء ومكون فيها وهم المرشدون الثقافيون (The advisers).
بل واكثر من ذلك ما هو مبرر تواجدهم بالخارج في المكاتب الثقافية؟
باستطاعتك عمل مكتب مساعدة (help desk) يعمل فيه موظفون وموظفات كويتيون وكويتيات من طاقم وزارة التعليم العالي في الكويت ويتواصلون مع الطلبة والجامعات عن طريق الإيميل والهاتف.
المرشد الكويتي بطبيعته هو اقرب للطالب الكويتي المغترب بحكم الصلة الاجتماعية وانه يأتي من نفس البيئة التي نشأ بها هذا الطالب الصغير الذي يحتاج في بداية حياته الدراسية لصوت مألوف من وطنه يفهمه ويعرف جيدا ما يمر به. ولهذا الأمر مميزات عديدة وفرت مئات الوظائف التي كانت تكبد الميزانية العامة سنويا عشرات الملايين، خاصة انك لا تحتاج توظـــيف موظفين، فقط اعمل تعميم لموظــــفي وزارة التعليم العالي الراغبين بهذه الوظيفة وقم بنقل المؤهلين منهم لها.
من تجــربة شخصية ومع كل الاحترام لكل الإخوة والأخوات المرشدين الثقافيين الحاليين لكن آن الأوان ان تقتدي الكويت بالشقيقة السعودية التي قامت «بسعودة» هذه الوظيفة ونقلتها الى مقر وزارة التعليم العالي.
الموضوع ليس فقط اختلاف ثقافات بل ايضا الطلبة خاصة الصغار منهم بحاجة لصوت مألوف من وطنه يطمئنه بأن الأمور بخير ولا «تحاتي» وعندما يسمع لهجة بلده يطمئن ويهدأ.
نقطة أخــيرة: السنة الأولي لطالب الجامعة المغترب هي اكثر سنوات دراسته حساسية وهي التي تحدد من يبقى لتكملة دراسته ومـــن يرجع. لذلك امنحوا ابــــناءنا وبناتنا صوتا من الوطن يساعدهم ويوجههم ويخبرهم بأن الأمور طيبة.
ghunaimalzu3by@