على الرغم من مرور 33 عاما على غزو الكويت، إلا إننا ما زلنا نعيش أحداثه وتداعياته المؤلمة، التي أدت إلى انشقاق كبير في الموقف العربي، وتدمير البنية التحتية والمنجزات الاقتصادية من جاهل أرعن، اتسمت سياسته بالعدوانية والاعتداء، منافية للأعراف الدولية، غبي في لغة الدبابة والمدفع، معتوه في المعادلات الصعبة ونتائجها، فأصبح مهمشا داخل مكب نفايات التاريخ.
هناك الكثير والكثير مما كتب في هذه الذكرى المشؤومة، ولكننا نسلط الضوء على إعداد الدولة ما بعد الحرب وأكتفي بإستراتيجية التحول والبناء لقواتنا المسلحة.
إن العودة للوضع ما قبل الحرب يعتبر من المهام الصعبة، تتطلب وضع خارطة لتخطيط مسار التطوير، وذلك لتحديد الرؤية والأهداف للوصول الى أسمى الغايات.
تمثلت استراتيجية التحول والبناء لقواتنا المسلحة نحو تحقيق الأهداف، وفق خطة مرسومة تتلاءم بتطلعاتها للمستقبل، حيث اتخذت كافة التدابير والإجراءات من أجل تحقيق وإعادة بناء قواتنا المسلحة لسابق عهدها، وتعزيز قدراتها وفق خطة شاملة في البناء والتنظيم، فأعدت دراسات في تقييم جميع الخطط العملياتية بما يتناسب مع الدروس المستفادة، وإعادة التقييم الدفاعي والموقف الاستراتيجي العسكري.
وكما اهتمت الإستراتيجية في إعداد القادة وتأهيلهم والتركيز على رفع الكفاءة القتالية وصولا إلى أعلى درجة الاحتراف، والاطلاع على تكنولوجيا التسليح المتقدمة التي لها الأثر على توازنات القوى، ومتماشية مع أحدث الإستراتيجيات المطبقة في الدول المتقدمة.
وكان جل الاهتمام بالكوادر البشرية وتفعيل توظيفهم في جميع المجالات، والعمل على إعادة تهيئة المنشئات المتضررة، وازالة الألغام والمتفجرات والقذائف غير المتفجرة في المسح الميداني، وتأمين الحدود لمنع تسلل الأسلحة والإرهابيين للبلاد.
وكما تجلت إستراتيجية التحول والبناء عن أهمية التعاون العسكري مع الدول الشقيقة والصديقة في تحقيق الأهداف، والحفاظ على تماسك العمل الدفاعي المشترك بين دول المجلس التعاون.
إن إستراتيجية التحول والبناء تترجم لنا خارطة الطريق، حيث تحتاج الى فريق عمل متخصص ذي كفاءة عالية لبناء الإستراتيجيات على أسس ومعلومات ومعطيات صحيحة التي تقوم عليها المؤسسة نحو تحقيق الهدف، فالإبداع يخنق الأزمات «وإن الفشل في التخطيط، تخطيط للفشل».. ودمتم ودام الوطن.
[email protected]