حذرت السلطات في واغادوغو وباماكو في بيان مشترك من أن أي تدخل عسكري في النيجر لإعادة الرئيس المنتخب محمد بازوم الذي أطاحه انقلاب، إلى الحكم سيكون بمنزلة «إعلان حرب على بوركينا فاسو ومالي»، فيما قررت إيطاليا وفرنسا بدء إجلاء رعاياهما من النيجر اثر الانقلاب العسكري.
وتضمن البيان المشترك الصادر عن السلطات المنبثقة عن انقلابين في البلدين «تحذيرا من أن أي تدخل عسكري في النيجر سيعتبر إعلان حرب على بوركينا فاسو ومالي»، وذلك بعد تلويح قادة دول غرب أفريقيا (ايكواس) باستخدام «القوة» في اجتماع عقدوه في العاصمة النيجيرية أبوجا.
وحذرت سلطات البلدين من أن «أي تدخل عسكري ضد النيجر سيؤدي إلى انسحاب بوركينا فاسو ومالي من المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (سيدياو) وإلى تبني تدابير للدفاع المشروع دعما للقوات المسلحة والشعب في النيجر».
كذلك حذرت السلطات من «عواقب كارثية لتدخل عسكري في النيجر من شأنه أن يزعزع استقرار المنطقة بأسرها». وأشارت إلى «رفضها تطبيق» ما وصفتها بأنها «عقوبات غير قانونية وغير مشروعة وغير إنسانية ضد الشعب والسلطات النيجرية» أقرت في أبوجا.
وفي بيان منفصل، أعلنت السلطات الغينية المنبثقة بدورها عن انقلاب «عدم موافقتها على العقوبات التي فرضتها «سيدياو» بما في ذلك التدخل العسكري». ولفتت إلى أنها «قررت عدم تطبيق هذه العقوبات التي تعتبرها غير مشروعة وغير إنسانية»، وقد حضت كوناكري المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا على «إعادة النظر في موقفها».
وفي السياق، أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أن باريس قررت إجلاء رعاياها من النيجر اعتبارا من امس «نظرا إلى الوضع في نيامي».
وبررت الوزارة هذا القرار «بأعمال العنف التي تعرضت لها سفارتها وإغلاق المجال الجوي الذي يحرم رعاياها من أي إمكانية لمغادرة البلاد بوسائلهم الخاصة»، مضيفة أن السلطات الفرنسية تعمل أيضا على إجلاء مواطنين من دول أوروبية أخرى، ويقيم نحو 600 فرنسي حاليا في النيجر.
وقالت كاترين كولونا، وزيرة الشؤون الخارجية الفرنسية خلال مقابلة مع تلفزيون «إل.سي.آي» امس، إن فرنسا تفاوضت مع القائمين على السلطة في النيجر للمضي في إجلاء مواطنين فرنسيين.
وأردفت أن أولى عمليات إجلاء المواطنين الفرنسيين من النيجر بدأت امس. وأضافت أنه سيجري إجلاء المئات من المواطنين الفرنسيين.
بدوره، قال وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني امس إن الحكومة ستنظم رحلة طيران خاصة لإعادة مواطنيها من العاصمة النيجرية نيامي.
وكتب تاياني على منصة إكس المعروفة سابقا باسم تويتر «الحكومة الإيطالية قررت أن توفر لمواطنينا في نيامي فرصة مغادرة البلاد في رحلة طيران خاصة إلى إيطاليا».
وقال الوزير في تصريحات أرسلها مكتبه إلى «رويترز» إن السفارة الإيطالية لاتزال تعمل وإن السفيرة ستعود إلى النيجر بعد زيارتها إلى روما حيث سافرت لحضور قمة النظم الغذائية للأمم المتحدة الأسبوع الماضي.
وقال تاياني «إيطاليا ترغب في بذل جهود وساطة سياسية وديبلوماسية».
ونقلت «رويترز» عن وزير الخارجية الإيطالي قوله «وفرنا رحلات جوية خاصة لإجلاء الرعايا الإيطاليين من النيجر».