دمشق - هدى العبود
تستعد شركة الصباح اللبنانية للإنتاج الفني لإطلاق باكورة أعمالها للموسم الرمضاني لعام 2024 وذلك من خلال مسلسل أطلقت عليه اسم «تاج»، حيث يجتمع فيه الفنانان السوريان تيم حسن وبسام كوسا، وذلك بعد مضي أربعة عشر عاما منذ آخر عمل جمعهما، وهو مسلسل «زمن العار»، واليوم يلتقي تيم وبسام مجددا من خلال «تاج» للمخرج سامر برقاوي، والذي تدور قصته حول مجريات الاحداث خلال حقبة خمسينيات القرن الماضي.
وكان تيم حسن وبسام كوسا قد تقابلا في عدة أعمال درامية أبرزها «الانتظار» و«الزير سالم»، وسنقف قليلا عند «زمن العار» الذي نال العلامة التامة من قبل النقاد والجمهور، حيث جسد حياة الطبقة الوسطى في المجتمع السوري والعربي، وقدم معالجة جريئة للمخفي والمسكوت عنه مجتمعيا، فقد اختزل العمل أخطاء المجتمعات العربية عبر تاريخها الطويل من حيث العادات والتقاليد وأهمية الشرف من خلال حكاية جميل (تيم حسن) وبثينة (سلافة معمار)، كما ناقش المسلسل الموظف المرتشي والزوجة العاقة والسمسار الذي يتغذى على الكذب والنفاق وجميعهم اجتمعوا على وأد «جميل» و«بثينة»، وقدم الفنان بسام كوسا دور الشاب «يوسف» العصامي ذي الأخلاق الحميدة، لكن الفقر نهشه من كل جانب، وشاهدنا فقره وعوزه من خلال بسطة الكتب التي يبيعها على الرصيف، لكنه لا يقرأها لاهثا وراء مصدر رزقه، وصديقه الذي يقاسمه شظف الحياة وحرمانها «أبو مستو» والذي جسد الدور الفنان القدير الراحل نضال سيجري.
واليوم نحن فعلا أمام عمل عربي درامي جبار وهو «تاج» سيعود بنا الى خمسينيات القرن الماضي، ترى هل سنشاهد عملا تاريخيا أم دراميا يجسد لنا كيف كان أهل سورية يعيشون الظلم والجور أم رغد العيش؟
والحقيقة طالما العمل من إنتاج شركة إنتاجية عريقة كشركة الصباح ونجمان سوريان عرفا بأعمالهما التي تنال جوائز عربية وعالمية، ولا يقبلان بالأعمال الفنية التجارية اذا نحن أمام سردية درامية راقية تضيف للدراما السورية الألق من حيث النص والتمثيل والإخراج وترفع القبعة للنجمين تيم وبسام كوسا والمخرج سامر برقاوي لما يقدموه من خلال أعمالهم من قيمة فنية مجتمعية، ما يجعل الدراما العربية والسورية الأفضل.