بيروت - عمر حبنجر
تحول الاجتماع الوزاري في المقر الصيفي للبطريرك الماروني بشارة الراعي في الديمان امس، إلى لقاء تشاوري بين رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي وعدد من وزراء حكومته، وبين البطريرك الراعي وعدد من المطارنة الموارنة، جرى خلاله عرض موسع للأوضاع اللبنانية والعقبات المانعة لانتخاب رئيس للجمهورية وربما، لاحقا، قائد الجيش.
وقال الراعي في مستهل اللقاء: لقاؤنا بعيد عن كل ما اسمه رسميات ولا من أمر مخفي هنا ويجب ألا يقرأ البعض بين السطور.
وأضاف أنه أبلغ الموفد الفرنسي جان ايف لودريان ان «ما تسمعه من هنا وهناك زوبعة في فنجان وهناك مرشحان فلندخل الى المجلس ولننتخب أحدهما» إشارة إلى مرشح المعارضة جهاد أزعور ومرشح «الثنائي الشيعي» سليمان فرنجية.
وقال إن «اللقاء هو تشاوري وهناك قواسم مشتركة والأمور التي تجمعنا أكثر من التي تفرقنا».
وشدد على أن «اللقاء حر، وهناك مودة وليس لدينا ما نخبئه»، مرحبا بالحاضرين ومجددا تأكيده على أن «اللقاء ليس مجلس وزراء بل لقاء تشاوري».
من جهته، قال ميقاتي: «أنا فرح لغبطة البطريرك وآسف للواقع المرير الذي تمر به البلاد وأعبر عن سعادتي وآسف لتخلف البعض عن عدم الحضور بحجة السياسة، ونحن هنا للتأكيد أننا قلب واحد وكلنا لبنانيون». وقد حضر إضافة إلى ميقاتي الوزراء: يوسف الخليل، فراس الابيض، عصام شرف الدين، عباس الحلبي، نجلا رياشي، جورج القرم، جورج كلاس، زياد المكاري، بسام مولوي، عباس الحاج حسن، مصطفى بيرم، علي حميه، امين سلام، محمد وسام المرتضى وجورج بوشكيان.
وخلص اللقاء إلى «وجوب الاسراع في انتخاب رئيس للجمهورية يقود عملية الإنقاذ والتعافي، إذ لا مجال لانتظام أي عمل بغياب رأس الدولة». ودعا «القوى السياسية كافة إلى التشبث باتفاق الطائف وبميثاق العيش المشترك، والتخلي عن كل ما قد يؤدي إلى المساس بالصيغة اللبنانية الفريدة». كما دعا «جميع السلطات والـمـؤسـسات الخاصة والرسمية، والشعب اللبناني بانتماءاته كافة، إلى التشبث بالهوية الوطنية وآدابها العامة وأخلاقياتها لاسيما قيمة الاسرة وحمايتها، وإلى مواجهة الأفكار التي تخالف نظام الخالق والمبادئ التي يجمع عليها اللبنانيون».
ودعا أيضا «المواطنين إلى حوار حياة دائم بينهم، بحيث يسعى كل مواطن إلى طمأنة أخيه وشريكه في الوطن، على فكره وحضوره وحقوقه وفاعلية انتمائه الوطني».
وشدد على التعاون الصادق بين كل المكونات اللبنانية لبلورة موقف موحد من أزمة النزوح السوري في لبنان والتعاون مع الدولة السورية والمجتمع الدولي لحل هذه المسألة بما يحفظ وحدة لبنان وهويته.
والراهن أن الزيارة التشاورية لحكومة ميقاتي امس، طرحت السؤال عما اذا كان في برنامج الاخير القيام بزيارات تشاورية للمرجعيات الدينية الاخرى؟
وتقول المصادر المتابعة لـ«الأنباء» ان ضغوطا مورست على البطريركية كما على رئيس الحكومة، لالغاء هذا اللقاء او تأجيله، لكن اللقاء حصل رغم مقاطعة وزراء «التيار الوطني الحر» وغيرهم من وزراء يتأثرون بالتيار، وكان الراعي في مقدمة مستقبلي الرئيس ميقاتي والوزراء المشاركين في اللقاء الذي ارتؤي منه التأكيد على مرجعية الراعي السياسية، بغياب رئيس الجمهورية وتأمين التغطية المسيحية لرئيس الحكومة ميقاتي بوجه معارضيه، من مدعي تطاوله على صلاحيات رئيس الجمهورية.
وفي السياق، يزور شيخ عقل الموحدين الدروز د.سامي ابو المنى اليوم الاربعاء، البطريرك الراعي في الديمان لعرض الهموم الروحية والوطنية المشتركة.
ويسعى الشيخ ابي المنى الى بلورة «قوة اقتصادية» في جبل لبنان، من خلال الاوقاف الدرزية والمارونية وغيرها، للمساهمة في تثبيت ابناء الجبل في قراهم وطمأنة الشباب الى مستقبلهم.
وعلمت «الأنباء» ان على جدول اعمال البطريرك الراعي زيارة الجبل، في الثامن من سبتمبر المقبل، وستكون وجهته الأساسية لقاء شيخ العقل ابي المنى، ثم تناول الغداء على مائدة الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط في قصر المختارة، وذلك بمناسبة الذكرى 22 للمصالحة المارونية- الدرزية في الجبل.
رئاسيا، قال رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد، امس، ان من «يقاطع الشخص الذي نريده ونختاره لرئاسة الجمهورية هو في الحقيقة لا يريد رئيسا».وأضاف: «نحن غير قادرين على تحمل فراغ في حاكمية المصرف المركزي خوفا على الليرة وما قد تتعرض له، فكيف غدا في العاشر من يناير 2024 حين مواجهة الفراغ في قيادة الجيش؟».
وردا على النائب رعد، قالت «القوات اللبنانية» في تقريرها السياسي اليومي: «اذا كنتم يا حضرة النائب رعد ضد الشغور في حاكمية المصرف المركزي وقيادة الجيش وغيرهما من المؤسسات، فما عليكم سوى الكف عن التعطيل الذي تمارسونه بمنع انتخاب رئيس للجمهورية».