بيروت - عمر حبنجر
الحوار الرئاسي عاد الى السطح مع توصل رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل الى اتفاق أولي مع «حزب الله» على اسم توافقي لرئاسة الجمهورية، استباقا لوصول جان ايف لودريان، الموفد الرئاسي الفرنسي، العائد الى بيروت في أوائل سبتمبر المقبل، فيما استعاد الوضع الحكومي رونقه، بعد اللقاء الوزاري التشاوري مع الكنيسة المارونية والبطريرك بشارة الراعي في مقره الصيفي في الديمان.
وكلا الأمرين المستجدين وجد من يقف معهما ومن يعترض عليهما، فعلى صعيد الاستحقاق الرئاسي، فان كلام باسيل عن مباحثاته مع «حزب الله» لا يقدم ولا يؤخر، بحسب إذاعة «صوت لبنان»، وطالما أن الشغور الرئاسي مستمر وعناصر الحوار المطروح غير واضحة.
وإذا كان وقوف اطراف الممانعة وفروعها بجانب عودة باسيل إلى التفاهم مع «حزب الله»، فان فرقاء أساسيين وجدوا في مباحثاتهما، رجوعا الى الخلف وتكرارا لسابقة مسؤولة عن وصول لبنان الى هذا الدرك من المعاناة.
وفيما بدا غمزا من قناة الحوار بين باسيل و«حزب الله»، قال رئيس المجلس النيابي نبيه بري بصراحة: «لما يصير في نتائج حوار بين حزب الله والتيار اسالوني ان كنت مرتاحا».
بدورها «القوات اللبنانية» اعتبرت أن «حزب الله» و«التيار الحر» يظنان انهما يملآن بمحادثاتهما الوقت الضائع رئاسيا، وان أهل البلد مشغولون بمتابعة تطور هذا الحوار وانتقاله من الشفهي الى المكتوب، وان «المعارضة متوجسة وخائفة من عودة المياه الى مجاري 6 فبراير 2006 فننتخب مرشح الممانعة رئيسا للجمهورية».
وهذا الظن تقول «القوات»، في تقريرها اليومي: «غير صحيح على الاطلاق فلا خوف ولا توجس انما شعور بالاسى من قوى لم تتعظ من تجربتها السابقة، وان مقايضتها البلد مقابل السلطة اوصلت لبنان باعترافها الى جهنم».
بدوره، النائب اشرف ريفي رد على كلام باسيل بدعوة القوى السيادية الى طرح اسم قائد الجيش العماد جوزاف عون للرئاسة في حال اصر «حزب الله» على ترشيح سليمان فرنجية، مشجعا القوى السيادية على عدم الممانعة في ذلك وليكن اعلان موقفها اليوم قبل الغد.
وتوجه ريفي الى رئيس «التيار الوطني الحر» بالقول: في تحالفك مع حزب الله تخسر قاعدتك الشعبية وان جمهورك يعرف تماما ان الخطر الاكبر على لبنان وسيادته هو المشروع الايراني.
مصادر نيابية متابعة قالت لـ«الأنباء» ان محادثات باسيل مع الحزب مازالت في مرحلة عرض الاسعار، ولذا فقد تحدث باسيل عن تقدم مبدئي، ما يعني انه مازال يضع رجلا في «البور ورجلا في الفلاحة»، اما متى يحل موعد الحصاد فتقول المصادر: عندما يوافق الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله على قطع وعد لجبران باسيل بأنه سيكون رئيس جمهورية ما بعد ولاية سليمان فرنجية كالوعد الذي قطعه لعمه ميشال عون، وبعده لسليمان فرنجية.
اما على صعيد اللقاء الوزاري التشاوري الذي حصل في الديمان، فقد وصفته مصادر كنسية بالايجابي، سيما انه هدف الى الجمع وليس الى التفرقة، وأضاء على كل ما يطمح اليه اللبنانيون.
مصدر حكومي رفيع، رأى ان التقاطع على اللقاء التشاوري بين الديمان والسراي الكبير بدأ عفويا وانتهى سياسيا بامتياز، واستفاد كل فريق من شكله ومضمونه وفق حساباته، معتبرا ان لقاء الديمان وجه رسالة الى جبران باسيل الذي يجهد لعزل الحكومة ومحاصرتها مسيحيا فأتت رعاية البطريرك للحكومة اللبنانية لتشكل الرد على هذا الاتهام.
وكشف المصدر الحكومي عن استياء البطريرك الراعي من مقاطعة بعض الوزراء المسيحيين للقاء في الديمان، موضحا أنها لم تكن جلسة لمجلس الوزراء، في حين ان هؤلاء الذين قاطعوا يشاركون في اجتماعات الحكومة في السراي وان البطريرك الراعي اعتبر ان هذه المقاطعة موجهة اليه وليس الى رئيس الحكومة.
في هذه الأثناء، حذر المكتب السياسي لحزب الكتائب، بعد اجتماعه برئاسة سامي الجميل من مخطط حزب الله لاستعمال المخيمات الفلسطينية في لبنان ساحة صراع لشراء نفوذ له وللميليشيات التي تدور في فلكه، وتسليمها الى ايران كورقة مساومة جديدة في مفاوضاتها على اكثر من محور دولي وإقليمي.
ماليا، ينتظر احتدام الكباش بين حكومة الرئيس نجيب ميقاتي ومصرف لبنان مع اصرار حاكم المصرف المركزي بالانابة وسيم منصوري على عدم الانصياع لطلباتها لإقراض الدولة ما لم تقرن بالتغطية القانونية.
وأيد رئيس «القوات اللبنانية» د.سمير جعجع موقف منصوري ونوابه وقال انهم فتحوا آفاقا جديدة، وحثهم على التمسك بمواقفهم السليمة، واعتبر ان للدولة ما يكفي من الموارد لتأمين الأموال التي تحتاجها.
وقد استقبل ميقاتي في السرايا وزير المالية يوسف الخليل ومنصوري. واعلن الوزير الخليل بعد الاجتماع أنه تم بحث الشؤون المالية والنقدية.
وردا على سؤال عما يقال عن دفع الرواتب للقطاع العام هذا الشهر بالليرة اللبنانية قال: سنقوم بجهدنا ليتقاضى الموظفون رواتبهم كالمعتاد مثل السابق.