على موقعها الجغرافي وثرواتها تتنافس اليوم الدول الكبرى في العالم، روسيا والصين والولايات المتحدة وأقوى الدول الأوروبية وتركيا ودول الخليج العربي، على تأمين حركتهم التجارية في العالم عبر المياه المشاطئة للقارة السمراء، كما يستغل الجميع حاجات هذه القارة ليتم تعزيز التفوق الجيوسياسي لكل طرف، وتأمين صفقات تجارية ضخمة ومشاريع للطاقة، وعقود عسكرية وأمنية على المدى البعيد، حيث باتت افريقيا في الأشهر الأخيرة محور الاهتمام والتنافس الدولي والعالمي.
والقارة السمراء تمتلك نحو ثلث ثروات العالم المعدنية، و65% من الأراضي الصالحة للزراعة في العالم، ورغم هذه الثروات تعاني شعوبها أسوأ معدلات الفقر، فضلا عن صراعات ونزاعات دامية.
وما تمتلكه افريقيا من ثروات طبيعية من الاحتياطي العالمي يجعلها محط أنظار القوى العالمية، كالنفط والغاز الطبيعي، والذهب والالماس، واليورانيوم والبلاتين، والنحاس والكوبالت والليثيوم وغيرها من الكنوز الطبيعية (البنك الدولي).
تضم القارة حوالي 7% من احتياطي النفط العالمي، ومن الغاز الطبيعي 13%، يتركز معظمه في 4 دول رئيسية منتجة للنفط، هي نيجيريا والجزائر وليبيا ومصر، فمن مميزات النفط والغاز الافريقي سهولة استخراجه وتسويقه نسبيا، علما أن هنالك العديد من المناطق غير المكتشفة الى الآن والتي يمكن أن تحتوى على كميات كبيرة من النفط والغاز، كما نشرت وكالة «رويترز».
كما أنها تعد «منجما ضخما» ينتج حوالي 90% من بلاتين العالم، وأكثر من 95% من ألماس العالم و40% من ذهبه، وكذلك الأمر للكوبالت 30%.
تشير التقديرات إلى أن القارة تمتلك مصادر مياه عذبة متجددة، توازي حوالي 10% من مصادر المياه العذبة المتجددة في العالم.
أين المشكلة؟ اعتبر الخبراء ومراقبو الفساد أن غياب الحكم الرشيد وسوء الإدارة واستمرار التبعية الاقتصادية من أبرز الأسباب التي تحول دون استفادة افريقيا من مواردها الطبيعية الغنية، مشيرين إلى أنه وعلى الرغم من أن تلك الموارد تشكل نحو 33% من مجمل الموارد المتوافرة في العالم، إلا أن 40% من السكان يعيشون تحت خط الفقر.
كما لاتزال الاقتصادات الأفريقية تواجه قيودا من جراء ارتفاع معدلات التضخم وانخفاض نمو الاستثمارات، وفي حين يبدو أن معدل التضخم الرئيسي قد بلغ ذروته في العام الماضي، من المتوقع أن يظل معدل التضخم مرتفعا عند 7.5% لعام 2023، وهو أعلى من النطاقات التي تستهدفها البنوك المركزية لمعظم البلدان. وانخفض نمو الاستثمار في المنطقة من 6.8% في 2010-2013 إلى 1.6% في 2021، وكان الانخفاض أكثر حدة في شرق أفريقيا والجنوب الأفريقي مقارنة بغرب ووسط أفريقيا، كما أوضح البنك الدولي.
دول صاعدة.. مكاسب اقتصادية: تشير مراكز البحوث والدراسات الاستراتيجية إلى أن هنالك نهجا آخر تتبعه دول أخرى صاعدة من بينها تركيا والهند ودول الخليج العربي، الا انها لم تنخرط بقوة في افريقيا إلا في العقد الماضي، غير أنها حققت مكاسب ديبلوماسية واقتصادية مهمة في القارة، مثل الشركات التركية والاماراتية (طيران الامارات وموانئ دبي العالمية).
HamadMadouh@
[email protected]