الكويت والكويتيون في عيون العالم جوهرة متلألئة، نحن الشعب الكويتي كالمنارات شامخة يستظل بظلالها التائه والمستغيث، ولله الحمد، فماضينا وحاضرنا شاهدان على رفعتنا ونظافة أيادينا، ولكن لا بد أن يفرز من الدسم بعض عصارات السم، لقد أساء أصحاب البطون المنتفخة الى سمعة الكويت خارجيا من خلال استغلالهم الضعاف من البشر عن طريق الدفع المسبق قبل المجيء الى أرض الأحلام، بعدما أوهمهم بأنهم سيصلون إلى الثراء بأسهل الطرق وبمدة زمنية قصيرة بمجرد أن تطأ أقدامهم ديرتنا الحبيبة، فيتسارعون مهرولين للزج بكل ما يمتلكون من أجل تسهيل إجراءات سفرهم لأنهم سوف يكنزون أموالا لا تعد ولا تحصى، مما جعلهم يبيعون كل ما يملكون من أبقار أو مزارع أو بيوت، وبعضهم يرهن أولاده وبناته عند أشخاص مدينين لهم لحين عودته بالكنوز، وعليك ان تتخيل عزيزي القارئ ماذا سيفعل هذا المسكين، وكيف سيجني الأموال والكنوز ليعيد ما باع وارتهن؟ وهناك روايات محزنة كثيرة وقصص يعتصرها الألم عن كيفية مجيء هؤلاء البسطاء إلى أرض الأحلام تاركين خلفهم أبناءهم وأقاربهم وبلدهم حالمين بأنهم سيعودون محملين بالثروات والخيرات ليعمروا ويطوروا وينهضوا ببلدانهم، والحكايات كثيرة وطويلة يصعب عليه وصفها وكتابتها، ومنكم من يعرفها أكثر مني، عزيزي القارئ.
إلا أنه يسعدني ويفرحني هذا النشاط المحسوس والملموس من قبل رجال الأمن، ففي كل يوم يتحفنا مدير العلاقات العامة والإعلام الأمني اللواء توحيد الكندري بأخبار سارة عن القبض على المخالفين والمتعدين على القانون، وكل هذا لا يأتي بسهولة إلا عندما يكون قائد السفينة ربانا ملما بكل مهارات القيادة وحازما في قرارات أمن وأمان بلده مثلكم يا وزير الشعب، ومن هنا لا بد من ابتكار حلول، وأحد هذه الحلول أضعها بين أيديكم لتكون انعطافة جوهرية تحسب لكم وفي مسيرتكم وقيادتكم العملية، وأتوقع أنها ستكون سابقة وريادية كوننا اصبحنا في عالم التحول الرقمي، والحل هو هوية إلكترونية لكل وافد يدخل البلاد يضعها في معصمه على شكل اسوارة تسمى «المعصم الأمني» مبرمجة بالرقم المدني، وبهذه الاسوارة سيشعر مرتديها بأنه مراقب وخطواته محسوبة من قبل الأجهزة الأمنية في الدولة، وسوف يعمل هذا المعصم على كشف الجريمة قبل وقوعها أو بعد وقوعها بساعات، وضبط الأمن، والكشف عن الهويات المزورة، والعمل على انتهاء التغيب وكشف مكانه الموجود فيه بسرعة، والتعرف على الأماكن التي يتردد عليها، وهل هو بنفس العنوان المسجل عليه ام لا، والكشف عن تجار الإقامات، وأمور كثيرة أيضا سوف تتلاشى وتنتهي بعد العمل والتعامل مع هذا «المعصم الأمني».
وزير الشعب، لديك كفاءات من المخلصين داخل الوزارة، اجلس معهم فهم أعلم وأفهم مني في هذا الأمر، ولديهم مخزون أمني لا يستهان به، وأنت فارس الوزارة فامتط حصانك يا وزير الشعب.
يا رب احفظ قائدنا بجند من عندك، يا رب لقد زادت عليه همومنا وطلباتنا، يا رب لقد غاب الحس الوطني عن بعض مواطنينا، يا رب لا تشمت فينا اعداءنا ولا حاسدينا، يا رب انا نسألك من الخير كله ونعوذ بك من الشر كله، يا رب نسألك ان تجعل كل قضاء قضيته لنا خيرا، يا رب لا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا، أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين.