هناء السيد
تحظى مقتنيات الملك توت عنخ آمون باهتمام العالم أجمع، نظرا للعثور على مقتنيات الملك الذهبي بشكل كامل داخل مقبرته في عام 1922، على يد هوارد كارتر، ولأول مرة منذ اكتشاف المقبرة يتم عرض جميع مقتنيات الملك بشكل كامل عند افتتاح المتحف الكبير، ومؤخرا زار وفد مصري رفيع المستوى بناء على دعوة من اليابان لتقديم شرح واف عن ما تم إنجازه بالمتحف الكبير تمهيدا لافتتاحه رسميا، وتم التطرق إلى ما يمتلكه الملك توت عنخ آمون.
وقال مدير عام مركز الترميم ونقل الآثار بالمتحف المصري الكبير د.عيسى زيدان: مراحل ترميم وتوثيق ونقل القطع الأثرية تمت وفقا لتدرج الحقب الزمنية من عصر ما قبل الأسرات وحتى العصور اليونانية والرومانية، هذا بالإضافة إلى المجموعة الكاملة لمقتنيات الملك توت التي تبلغ نحو 5398 قطعة من بينها المقاصير والتوابيت الذهبية التي مثلت التحدي الأكبر في مراحل النقل والترميم بالنظر لتفاصيلها المعقدة في التركيب.
وقدم د.عيسى زيدان شرحا وافيا عن مركز الترميم الملحق بالمتحف، والذي يعتبر الأكبر في منطقة الشرق الأوسط بالنظر إلى المعامل الفنية المتطورة الملحقة به والمتخصصة في كل مراحل الترميم، مشيرا في هذا السياق إلى أن بعثة مصرية- يابانية مشتركة بقيادته مع عالم المصريات الأبرز في اليابان «ساكوجي يوشيمورا»، تولت فحص وترميم الألواح الخشبية الخاصة بالمركب الثانية للملك «خوفو» والتي تم الانتهاء من أغلب مراحل تركيبها لتصبح من أهم وأكبر عمليات الترميم الأثري في عصرنا الحديث في ضوء التدهور البالغ لحالتها وعزوف كافة البعثات الأثرية الأجنبية العاملة في مصر عن المشاركة في أعمال ترميمها أو تحمل مسؤولية تجميعها.
يشار إلى أن مكان المقبرة لم يعثر عليه كارتر بمفرده إذا دله على مكانها الطفل حسين عبدالرسول، وأوضح د.زاهي حواس أن هناك قصة لا يعلمها الكثيرون من الناس، وهو أن الفضل الحقيقي أو السبب الحقيقي في اكتشافها كان لصبي يبلغ آنذاك 12 سنة، وكانت مهمته نقل الماء للعاملين في موقع العمل، واسمه حسين عبدالرسول، واكتشف فتحة المقبرة حين كان ينزل «زير» مياه من على ظهر الحمار.
وأضاف د.زاهي حواس: بعد ذلك ذهب حسين عبدالرسول إلى كارتر ليخبره عما عثر عليه، وحسين عبدالرسول ينتمي لعائلة عبدالرسول الشهيرة الذين كشفوا خبيئة المومياوات.
وحول ما قام به هوارد كارتر مع حسين عبدالرسول هو أن كارتر ألبس حسين عقدا من مقتنيات الملك الفرعوني توت عنخ آمون وقام بتصويره، وظل حسين عبدالرسول طيلة حياته يكتفي بأن يظهر صورته للسائحين وهو يرتدي قلادة الملك الذهبي.