من العوامل الكبرى التي تؤدي الى الفساد الأخلاقي والانحلال في شخصية الأبناء، تخلي الأبوين عن الإصلاح والانشغال عن التوصية والتربية، وعلينا ألا نغفل دور الأم في حمل الأمانة والقيام بواجبها تجاه هذه المسؤولية، فمسؤوليتها أهم وأخطر من مسؤولية الأب، باعتبارها الملازمة للأبناء أكبر فترة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «والأم راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها»، فإذا قصّرت الأم في تربية الأبناء لانشغالها مع معارفها وصديقاتها واستقبال ضيوفها وخروجها من بيتها، وإذا أهمل الأب مسؤولية التوجيه والتربية لانصرافه عن بيته للقاء الأصحاب، فبلا شك سينشأ الأبناء نشأة اليتامى، بل سيكونون سبب فساد كبير وأداة إجرام، ومما يزيد الفساد ما نراه من انتشار البدائل من المربيات والاعتماد عليهن اعتمادا كاملا في تربية الأطفال، وهذا أمر خطير، فما يدرينا ماذا تفعل البديلة بالأولاد في غيابنا، وما يدرينا عن العادات التي تبثها فيهم مع اختلافها في الدين والعادات، إنها لطامة كبرى، فالإسلام يدعونا الى تحمل المسؤولية في إعداد وتربية الأبناء الإعداد الكامل لتحمل أعباء الحياة، يقول صلى الله عليه وسلم: «أدبوا أولادكم وأحسنوا أدبهم»، فالأسرة هي المسؤولة عن الفساد الأخلاقي او استقامة الحياة بها، فماذا عن اعتماد الأمهات العاملات على الخدم في تربية الأبناء؟ وقد أوجب الإسلام ان تتم تنشئة الطفل تنشئة إسلامية صحيحة، وهذا لا يتحقق إلا في ظل أبوين مدركين الآثار السلبية المترتبة على تربية الخدم دون الرقابة التامة اللازمة لحماية الأبناء من الفساد الأخلاقي.