حياة الإنسان في هذه الدنـــيا كلها مداخل ومخارج، فما إن يدخل الإنسان في عمل إلا وخرج من عمل آخر، وما خرج من عمل إلا ودخل في عمل آخر.
والحرص على أن يكون الإنسان صادقا مع كل مداخله ومخارجه، فهي السعادة الحقيقية التي يجد الإنسان ثمرتها في يوم ينفع الصادقين صدقهم. والحرص على الصدق مع الله في جميع أحوالنا ثمرة طبيعية لحقيقة التقوى وحقيقة الإيمان الذي يترجمه العمل وتطبيقا لقوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين)، فقد خاطبت الآية المؤمنين وذكرتهم بواجب التقوى وأن يكونوا مع الصادقين.
فالصدق مع الله يقتضي أن يحدد الإنسان موقفه من الصراع بين الحق والباطل وأن ينحاز إلى صفوف الصادقين في مواجهة المبطلين وأن يستعين بالله ويطلب النصر من الله، وهو يدعو الله بالدعاء الذي أمرنا الله به في محكم كتابه: (وقل رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا، وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا)، فالصدق مع الله في كل مداخلنا ومخارجنا مقدمة طبيعية لإحقاق الحق وإزهاق الباطل.
وقـــد يــدخل البعض مدخل صدق ولكـــنه يفشل في الثبات على طريق الصدق، فيسقط أمام المغريات أو تحت تهديد المخاوف، فلا يخرج مخرج صدق، فيكون ذلــــك سببا في إطالة عمر الباطل، نســـأل الله الثبات.
[email protected]