لا يمكن لأي كويتي أو كويتية ألا أن يكون فخورا بما قامت به الأخوات الكويتيات من مبادرة تسجل لهن، بل وتسجل في تاريخ الكويت الناصع الذي عودنا به الكويتيون والكويتيات على البعد عن المظاهر الزائفة والبهرجة الكاذبة، لقد شعرت كغيري من أبناء الكويت بالفخر والعزة بتلك المبادرة التي لا يقدر عليها إلا بنات الكويت الفاضلات، فالتنازل عن مظاهر البهرجة والزخرفة الكاذبة ابتغاء مرضاة الله ورأفة بالأهل والأحباب تعتبر مكرمة من مكارم الأصيلات اللواتي تربين على أيدي أعز الرجال وأكثرهم نبلا، وشيمة من شيم أهل الكويت.
لقد قدمن لنا صورة للمرأة الكويتية والشيخة الأبية بطباعها وأفعالها، واستحققن بذلك أن نضعهن تاجا على رؤوس العز والكرم متلحفات بأثواب الحشمة والعفة، دبرن فأحسنَّ التدبير وتكاتفن واتفقن على أن يتلطفن بأهل الفرح بالتخفيف عنهم عناء الإسراف والبذخ والتبذير في المظاهر التي لا تسمن ولا تغني، تلك المظاهر التي لا تشكل إلا عبئا ثقيلا ومضنيا، فليس من المنطقي أن تقام حفلة بكامل تكاليفها لطالب أتم نجاحه في الثانوية العامة أو أقل من هذه المرحلة الدراسية، أو لخطبة فتاة لم يتم الزواج بها، أو طهور لولد صغير لا يتجاوز أشهرا من عمره، أو غير ذلك، كعيد ميلاد أو نذر أو ما شابه ذلك من العادات الدخيلة التي زادت من التزامات رب الأسرة وأنهكت كاهله، تلك الالتزامات التي باتت في كثير من الأحيان تهدد بتفريق أسرة أو بهدم بيوت على رأس أصحابها.
إن الإحساس بالمسؤولية وعدم إضافة الأعباء على الآباء والأمهات بما يسمى «المظاهر المكللة بالتبذير» الذي رفضته بنات الكويت جعلنا نحمد الله ونشكره أننا أبناء هؤلاء الأمهات، وأننا إخوة لهؤلاء الأخوات، وأزواج نسكن إليهن ونطمئن، وآباء لبنات جعلن من الفخر تاجا على رؤوسنا. نعم أنها المسؤولية المشتركة للأسرة الصالحة التي لا تجعل للشيطان مدخلا ولو ثقب أبرة، إذ ليس من الضرورة أن نقوم بالاحتفال لليال عدة قبل الزواج أو قبل الخطوبة، ومن الأولى أن تحرز تكاليف هذه الحفلات وتدخر لتكون رصيدا تحتفظ به الأسرة لأيام الحاجة، أو يحتفظ به العروسان للاستعانة به على بناء أسرة بقدر من الرخاء والسعادة، وهناك الكثير من الأسر يغصب على تلك المظاهر التي تنغص عليه الفرحة وتفسدها.
نلاحظ كما يلاحظ غيرنا أن هناك الكثير من العادات الدخيلة على مجتمعنا نتيجة التأثر بالسوشيال ميديا ومواقع التواصل الاجتماعي، التي تفشت بمجتمعاتنا العربية كالنار في الهشيم، وجرفت فتياتنا ونساء العائلات خلفها أشبه ما يكن بذلك إلى الزومبي يلهثن «خلفها بلا تفكر أو تدبر»، وقد جعلتنا بنات الكويت الأصيلات نتذكر قول رسولنا الحبيب صلى الله عليه وسلم «لايزال الخير في أمتي إلى يوم الدين»، وسطرن بهذه الاتفاقية من الفخر ما لا يقدر بأثمان أو كنوز، فالكويتية لا ثمن يوازيها، الأمر الذي دفعني لأدعو نساءنا الكويتيات لأن يكن رائدات في هذه المبادرة الإيجابية ومصدر إلهام لنساء العالم جميعا.
ملاحظة:
لإحقاق الحق ونسب الأمر لأهله نذكر بأن ما جاء في مبادرة نساء مطير والرشايدة وحذت حذوهن نساء الحاضرة ونساء الكويت جميعهن، أوصت به بل أمرت به اللجنة الاجتماعية لقبيلة الرشايدة قبل 8 سنوات بالتمام، وهذه اللجنة شكلت من رجال خيرين لهم باع طويل في الأعمال الخيرية والمواقف المشهود لها على مستوى الدولة وليس الشعب فقط، وقد سبق لهذه اللجنة قبل 40 عاما، نعم قبل 40 عاما، أن أقرت تحديد المهور وتخفيف مصروفات العرس الذي كان في السابق يوما قبل ويوما بعد العرس، بالإضافة ليوم العرس وجعلته ليلة واحدة فقط، فشكرا من القلب الى رجال الكويت ونسائها، ونقول لهم عز يا مال العز.