أفقدت الأزمة الاقتصادية الخانقة وجبة الطعام لدى غالبية الأسر السورية تنوعها المعهود بما فيه من أصناف مختلفة من الطعمة التي يشتهر بها المطبخ السوري. وباتت وجبة الإفطار تقتصر على عدد محدود من الأصناف، فإذا وجد الزيت والزعتر اختفت اللبنة وإذا وجدت اللبنة اختفى البيض وهكذا الحال مع الزيتون والمربيات، بسبب ارتفاع أسعارها لأرقام خيالية جعل من الصعب بمكان جمعها كلها على مائدة واحدة.
وفي تقرير رصد أسعار «الحواضر» التي تشتهر بها وجبة الإفطار في أسواق دمشق، سجل سعر كيلو اللبنة البلدية 28 ألف ليرة، واللبنة العادية 16 ألفا، وكيلو الجبنة 35 ألفا، أما كيلو الحليب فبلغ سعره 5500، وصحن البيض بلغ سعره 45 ألفا، وكيلو الزعتر 35ألفا، والزيتون يتراوح سعر الكيلو بين 25 و30 ألفا، بحسب موقع «أثر» الموالي.
وتقول إحدى السيدات إن «الإفطار بات يكلف أكثر من الغداء» وتتابع وهي في أحد المحال المخصصة لبيع المواد الغذائية: «أسعار اللبنة والجبنة والزعتر والزيتون لم تعد منطقية، حيث ازدادت أضعاف، وقدرتنا على الشراء معدومة».
وأضافت: «أصبحنا نشتري عينات صغيرة من أصناف وجبة الإفطار، وأحيانا هذه العينات لا تكفي وجبة الإفطار الواحدة».
ويقول شاب آخر: كانت سفرة الإفطار تمتلئ بالحواضر والمربيات والبيض والحليب، حاليا نكتفي بصحن اللبنة أو الزيت والزعتر.
وينقل التقرير عن صاحب محل لبيع الألبان والأجبان في دمشق، أن حركة الشراء تراجعت نسبيا، والأهالي يشترون كميات قليلة وصلت حتى أوقية اللبنة، مرجحا أن يكون سبب ارتفاع الأسعار يعود إلى ارتفاع سعر كيلو الحليب. وتابع قائلا: أحيانا نقوم ببيع اللبنة والحليب بسعر التكلفة، وذلك تفاديا لفسادهما إثر انقطاع الكهرباء لفترات طويلة، وبالتالي بتنا نخفف كمية الترويب.
بدوره، أوضح رئيس الجمعية الحرفية للألبان والأجبان محيي الدين الشعار، أن ارتفاع أسعار الأجبان والألبان يتعلق بارتفاع سعر الحليب، وسعر الحليب ليس من اختصاص الجمعية، إذ ان اختصاصها يبدأ من تسلم الحليب، بينما ارتفاع سعر الحليب متعلق بارتفاع سعر الأعلاف الذي تعود أسعاره بالقطع الأجنبي وأيضا غلاء الأدوية البيطرية، فالمربون لم يعوضوا ما دفعوه، وفقا لما نقل عنه موقع «أثر».
وأضاف: حوامل الطاقة من مازوت وغاز وبنزين ترتفع باستمرار، وبالتالي تؤثر على ارتفاع الأسعار، ومحلات البوظة تستنزف كميات كبيرة من الحليب كون حليب البودرة غالي الثمن، فالآن كيلو الحليب سعره 4800 عند وصوله للورشات.
وعن إصدار تسعيرة جديدة، أوضح الشعار أن الحرفيين مظلومون بالتسعيرة، متابعا «منذ شهرين قدمنا تسعيرة حين كان سعر الحليب بـ 3500 وإلى الآن الموافقة لم تأت، وإذ صدرت الآن فلن تناسب أبدا أي حرفي بعد ارتفاع سعر كيلو الحليب ما يعادل 45%».
ولفت الشعار إلى أن الحليب أيضا مادة حيوانية كالبيض والفروج يجب أن تكون لها تسعيرة دورية، فهل من المعقول أن ترتفع أسعار الفروج والبيض وكيلو الجبن إلى الآن مسعر حسب مديرية التموين بـ 19 ألفا فقط وتكلفته 32؟ وأيضا تكلفة اللبنة «اللبن المصفى» 22 ألفا وتسعيرته حتى اليوم 15 ألفا، وكيلو اللبن الرائب حسب التموين 4 آلاف بينما بعض المعامل سعرته بـ 6400، وكلفته 6200.