سماح جمال
شجون الهاجري، هيا عبدالسلام وفاطمة الصفي، أيا كان الترتيب الذي سيأتي في هذه الأسماء، سيبقى العامل المشترك فيها هو الوهج والنجاح رغم اختلاف الدروب وتفاوت النجاحات في الأعمال، إلا أن البصمة التي صنعتها النجمات من الصعب محوها أو تجاوزها، فمع منتصف بداية الألفية كانت ظاهرة شجون الطفلة التي ولدت نجمة وكانت حديث الساعة بموهبتها وعفويتها وكانت القدوة لجيل كامل حاول تقليدها ودعمها في كل حالتها، بعدها لمعت هيا عبدالسلام والتي كان هدوؤها الخارجي لا يخفي الوهج والنجومية التي لديها والطاقات والإمكانيات الواعدة التي تمتلكها، أما فاطمة الصفي فكانت خريجة المعهد العالي للفنون المسرحية وابنة المسرح الأكاديمي حالها من حال زميلتها هيا عبدالسلام، فجمعت بين النجاح الأكاديمي والحب الجماهيري الطاغي، ورغم الثنائيات الفنية العديدة التي جمعتها بالفنانات ومن أبرزهم الفنانة شجون، إلا أن موهبة الصفي كانت من نوع آخر يقبل أن يتشارك الضوء في حين وينفرد فيه في أحيان أخرى.
اليوم ونحن في عام 2023، نشهد حالة من التوهج لهذا الثلاثي، حالة لفنانات يتوقع الجميع منهن الكثير وأنهن قادرات على تغيير دفة الدراما الخليجية للأبد، فهيا التي جمعت الإخراج والإنتاج بموهبتها الفريدة وحصدت آخر نجاحاتها بعمل يعرض على واحدة من أشهر المنصات العالمية ويواصل تصدره المراكز الأولى للمشاهدة، أما شجون فكانت كما قال عنها الكاتب فهد العليوة في تصريحه لجريدة «الأنباء» إنها النجمة التي لا تخفت نجوميتها مهما اختفت، وهذا ما أيده فيه الكثيرون بعد نجاحها القوي والكاسح في مسلسل «غسيل» والذي كان حديث الجميع رغم عرضه خارج الموسم المتعارف عليه، ولكنه صنع النجاح والفارق.
أما فاطمة الصفي التي قدمت تجربة أكثر نضجا وكأنها تنتقل من صفوف النجمة الشابة إلى النجمة الناضجة، فكانت فارقة في أدائها الناضح في مسلسل «ملح وسمرة».
شجون وهيا وفاطمة.. يعتبرن أكثر بنات جيلهن حظا وحصولا على الفرص، ولكن يبقى على عاتقهن وحدهن هو كيفية تعاملهن مع هذه الفرص لتعزيز بصمتهن.