أوفدت الجزائر، التي تعارض بشدة أي تدخل عسكري في النيجر، امس وزير خارجيتها أحمد عطاف في جولة إلى نيجيريا وبنين وغانا، للمساعدة في إيجاد مخرج للأزمة.
وقالت وزارة الخارجية الجزائرية، على حسابها على منصة «إكس»، إنه «بتكليف من الرئيس عبدالمجيد تبون» يبدأ عطاف امس زيارات عمل إلى نيجيريا وبنين وغانا، حيث سيجري مع نظرائه من هذه الدول الأعضاء في الجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) «مشاورات حول الأزمة في النيجر وسبل التكفل بها»، وأوضحت أن الهدف هو المساهمة «في التوصل إلى حل سياسي يجنب هذا البلد والمنطقة ككل تداعيات أي تصعيد محتمل».
في الأثناء، رحبت حركة «إم 62» (ائتلاف من منظمات المجتمع المدني يعارض الوجود العسكري الفرنسي في النيجر) بإعلان الاتحاد الأفريقي رفضه تدخل أي دولة أو هيئة أجنبية في شؤون النيجر، في حين جددت واشنطن تأكيد موقفها الداعي لاستعادة النظام الدستوري.
وقال منسق الحركة الداعمة لقادة الانقلاب عبدولاي سيدو إن تعليق عضوية نيامي في الاتحاد الأفريقي كانت خطوة متوقعة، لكن مجلس السلم والأمن تأخر في الإعلان عنها، مشددا على أن موقف الاتحاد الأفريقي ضد أي تدخل لأي هيئة أو أي بلد أجنبي وعدم دعمه التدخل العسكري في النيجر أمر مهم جدا وإيجابي للغاية.
وأوضح، في تصريح لـ «الجزيرة.نت» على هامش أول مؤتمر صحافي بعد إطلاق سراحه من المجلس العسكري، حيث كان معتقلا في ظل النظام السابق، أن الحركة التي يتزعمها كانت تريد أن يذهب مجلس السلم والأمن في الاتحاد الأفريقي إلى أبعد من هذا، وأن يشير «إلى عدم قانونية العقوبات التي وصفها بغير العادلة وغير القانونية وغير الإنسانية التي فرضتها المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس)».
وفي موضوع الحضور الفرنسي في النيجر، قال عبدولاي سيدو إن حركته لن تمنح فرنسا «لحظة إضافية واحدة» لسحب قواتها مع انقضاء مهلة اتفاقات عسكرية مع باريس، ينتهي مفعول بعضها خلال شهر.
في سياق متصل، طالبت زازية محمد بازوم، ابنة رئيس النيجر، بإطلاق سراح والدها المحتجز منذ انقلاب 26 يوليو الماضي، مؤكدة أنه لا ينوي التخلي عن منصبه أو بلاده.
وأشارت إلى أن والدها محتجز كرهينة مع والدتها، خديجة بازوم، وشقيقها الصغير سالم، في مبنى قد تتجاوز درجة الحرارة فيه 40 درجة وغالبا ما يحرمون من الماء للاغتسال وتقطع عنهم الكهرباء عمدا.
وطالبت زازية بازوم، في رسالة نشرتها صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية، باستعادة النظام الدستوري في بلادها، وشددت على أن والدها لن يستقيل وعازم على «الكفاح من أجل حماية الديموقراطية».
وقالت إن والدها «منتخب ديموقراطيا»، وأنه «اختيار الشعب»، معربة عن اعتقادها أن والدها «استطاع ترك انطباع إيجابي على الصعيدين الوطني والدولي»، وتابعت قائلة «لقد جعل مكافحة الفساد وسوء الإدارة معركته الرئيسية»، مشيرة كذلك إلى التقدم المحرز على الصعيد الاقتصادي.