هذا الموضوع غاية في الأهمية! وهو من هدي المصطفى صلى الله عليه وسلم، فمراعاة الفروق الفردية بين الناس مهمة جدا في التعامل معهم، فكان صلى الله عليه وسلم إذا سأله سائل: وقال أوصني؟
كان يجيب كل سائل بما يناسبه ويصلح حاله، ويعالج نقصه، ولذلك فإن الذي يعمل في مجال الدعوة والارشاد، ينبغي له أن ينتبه ويعي هذا الأمر جيدا، فكل ميسر لما خلق له، والناس يختلفون، فكل له فهمه وثقافته، فهذا يهتم لقضية معينة، والآخر قد لا تعنيه في شيء، فكسب قلوب الآخرين أولى، وأثره أقوى، وفيه مصالح كثيرة، وأما كسب المواقف، فأمر مطلوب ولكن بقدر، لأن رابطة الأخوة الإيمانية مقدمة على غيرها من الروابط والصلات.
قال الله تعالى: (إنما المؤمنون إخوة)، فالحرص على كسب المواقف، أحيانا قد يضعف هذه الرابطة، وخصوصا عند التنافس، على الدنيا وحطامها، من أموال أو مناصب زائلة وفانية.