علينا أن نرفع القبعة تحية منا على الطريقة البراغماتية للقيادة السعودية في قراءة المشهد السياسي ومعرفة تحول العالم من الأحادية القطبية لعالم متعدد الاقطاب، عندما تسارعت في الخطوات لدخول منظمة «بريكس»، وهذا دليل حكمة واثبات بعد النظر للقيادة السعودية.
ان العالم اليوم هو في وضع مختلف عن السابق، حيث يجد نفسه في قلب العديد من التحولات وتغير التوازن العالمي للقوى السياسية وفي طبيعة النظام العالمي ذاته، وهذا الامر علينا ان ندرسه ونفهمه ونعرفه كـ «خليجيين» وكـ «عرب».
في ظل هذه التحولات مرة اخرى اثبتت الدولة السعودية ذكاءها وكذلك قراءتها العلمية للمشهد الدولي المتغير في العالم، ومعه جاء قرار دخولها لمنظومة دول «بريكس» التي تم تأسيسها في 2009 وكانت تشمل آنذاك البرازيل وروسيا الاتحادية والهند والصين وجنوب افريقيا لتفتح المملكة بذلك عهدا جديدا من العلاقات الديبلوماسية والاقتصادية والامنية والثقافية.
ان السياسة الخارجية السعودية تسير بثبات مع القدرة على المناورة والتحول وايضا الالتزام بما تقرره النخبة السياسية التكنوقراطية وايضا مراكز التفكير الجماعي التي تعمل في تقديم دراسات المستقبل وطرق مواجهة ما سيحدث ضمن قرارات الدولة.
ما نريد قوله ان البراغماتية هي الحاكمة ومصلحة الدولة هي من تقرر نوعية العلاقات والارتباط، وهنا جاء قرار انضمام الدولة السعودية لمنظمة «بريكس» التي تهدف إلى أن يصبح اعضاؤها قوة اقتصادية عالمية، وتعمل مجموعة «بريكس» على تحقيق مجموعة من الأهداف والغايات الاقتصادية والسياسية والأمنية، عبر تعزيز الأمن والسلام على مستوى العالم والتعاون، لخلق نظام اقتصادي عالمي جديد.
ان النجاح السعودي يثبت لنا ان وجود مراكز تفكير بحثية علمية قارئة للمشهد الدولي ضرورة لأي دولة، وكذلك «لا» عاطفة في السياسة، و«لا» مجاملات اجتماعية، و«لا» مراعاة للتاريخ القديم بل هي المصلحة العامة والمنفعة المتبادلة.
وجزء من نجاح المملكة العربية السعودية الشقيقة ومؤسساتها انهم يضعون رؤية 2030 ضمن حركة تطبيقية على ارض الواقع بعيدا عن فقاعات الوهم الاعلامي.
ان النجاح السعودي علينا ان نأخذه كـ«كويتيين» مثلاً و«واقعاً» يجب علينا ان نتحرك به في خط التنفيذ كذلك، خاصة اننا مرشحون للانضمام لدول «بريكس» لنصبح جزءا من العالم القطبي الجديد قبل فوات الأوان.
علينا ان نتعلم من التجربة السعودية ونعرف ان العالم قد تغير.