شهدت المواجهات المسلحة بين قوات سوريا الديموقراطية «قسد» التي يهيمن عليها الأكراد وبين «مجلس دير الزور العسكري»، تطورات خطيرة في يومها الثاني أمس ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى وأسرى، بعد ان حاصرت «قسد» قرى يتمركز فيها مقاتلو «المجلس» شرقي دير الزور، فيما أعلنت قبائل وعشائر عربية في شمال شرقي سورية، النفير العام ضد «قسد».
وأمهلت القبائل الميليشيات الكردية مدة أقصاها 12 ساعة للإفراج عن قائد مجلس دير الزور العسكري أحمد الخبيل «أبو خولة». وهددت العشائر - أبرزها البكير/ العكيدات - باستهدف جميع مقار وعناصر «قسد»، في حال لم يفرج عن «أبو خولة» وباقي المعتقلين من مجلس دير الزور العسكري، خلال المهلة الزمنية المحددة، بحسب موقع تلفزيون «سوريا».
وطالبت العشائر في بيانها المصور، التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ويدعم «قسد»، بالتدخل لإطلاق سراح المعتقلين، داعين العناصر العرب المنضوين في تشكيلات «قسد» إلى الانشقاق والانصمام إلى العشائر.
وتداول ناشطون، توجه مؤازرات من أبناء العشائر العربية في قرية الحريجية بريف دير الزور، دعما لـ«المجلس العسكري» في قتاله ضد «قسد».
وأفاد موقع عنب بلدي في دير الزور أن «قسد» حاصرت أمس قرية العزبة شرقي دير الزور، التي يتحصن فيها مقاتلو «مجلس دير الزور»، وسط اشتباكات عنيفة استخدمت فيها الأسلحة الثقيلة.
وتجددت المواجهات المسلحة في محيط بلدة الشحيل شرقي دير الزور بين «المجلس العسكري» المدعوم بمقاتلي العشائر وبين «قسد».
وقالت «وكالة هاوار المقربة من قسد»، إن عنصرين من «قسد» قتلا إثر هجوم مجموعة على دورية لها في قرية سعدة الواقعة بين بلدتي الصور ومركدة شمالي دير الزور. واتهمت الوكالة «داعش» بالوقوف وراء العملية.
وتجاهل إعلان «قسد» الذي نشرته «هاوار» المواجهات التي بدأت أمس الأول.
وكانت «قسد» اعتقلت قائد «مجلس دير الزور العسكري» التابع لها، وصاحب النفوذ في أرياف دير الزور الشرقية والشمالية، أبو خولة، بعد خلاف بين الجانبين دام أكثر من شهرين، بينما بقي قادة الصف الأول في «المجلس» محاصرين بمدينة الحسكة رافضين تسليم أنفسهم.
وإثر اعتقال قائد «المجلس» نشبت مواجهات مسلحة شرق الفرات بين «المجلس» و«قسد»، على خلفية استدراج الأخيرة قائد «المجلس العسكري» ووضعه تحت الإقامة الجبرية وتطويق القوة المكلفة بحمايته، بحسب «شبكة باز نيوز» المقربة من «مجلس دير الزور».
وذكرت «باز نيوز» أن اشتباكات اندلعت، بين الطرفين في محيط منطقتي المعامل ومعيزيلة، شمال شرقي دير الزور، استخدمت فيها الأسلحة الرشاشة وقواذف «ار بي جي».
وأضافت أن مناوشات مسلحة اندلعت في عدة مناطق عقب دعوات أطلقها أقارب قائد «المجلس» لاستنفار عسكري لأبناء العشائر العربية في مواجهة «قسد».
بدورها، أفادت شبكة «الخابور» الإخبارية بأن عشائر دير الزور شنت هجوما على حاجز لـ «قسد» في مدينة الشحيل شرقي دير الزور، كما هاجمت حاجزا آخر في قرية أبريهة القريبة، واستهدفت سيارة لـ «قسد» في قرية الصغير (جزيرة) بالريف الغربي.
وأضافت الشبكة أن بلدتي الحصين والعزبة شمالي دير الزور، شهدت اشتباكات بين «قسد» وعناصر من «مجلس دير الزور العسكري» مدعومة بمقاتلين من العشائر، أسفرت عن سقوط قتلى وأسرى لـ«قسد».
وكان شيخ قبيلة البكارة (البقارة) نواف راغب البشير قد أصدر بيانا، أمس الأول، دعا فيه قبائل وعشائر دير الزور والحسكة والرقة إلى إطلاق انتفاضة شعبية ضد «قسد» والتحالف الدولي.