[email protected]
شكراً من القلب لسمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد، على مشاركته وعناء سفره إلى المملكة المتحدة للاحتفال بمرور 70 عاما على افتتاح مكتب الاستثمار الكويتي في لندن، هذا المكتب يمثل مجموعة ضخمة من المعاني الوطنية الشاملة، ففكرته إبداع وأمانة، وتنفيذه عزيمة وإخلاص، واختيار مكانه وزمانه.. علم وفراسة، إنه صرح اقتصادي، لا يقدره، ولا يعرف قيمته إلا ذو عقل حصيف، وقلب نظيف، اسألوا من أعمارهم من 70 عاما وما فوق، بالإضافة إلى الشباب الذين عملوا في فترة الغزو بحكومة المنفى (الطائف) كيف كانت أهمية هذا المكتب، فقد كان ذخرا وسندا.
هذا المكتب العملاق دليل على النوايا الطيبة والروح الوطنية، ويشهد على نقاء وصفاء قلوب أهل الكويت حكاما ومحكومين وحبهم لوطنهم قولا وعملا، هذا ليس مدحا لكنه حقائق لها براهين، من نعم الله على الكويت أن حباها بحكام (لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون) لنبدأ بعهد سمو الشيخ عبدالله السالم أمير الكويت الأسبق (1950-1965) أمير النهضة والديمقراطية، والمواطن الأول وابن الأسرة الحاكمة الكريمة وممثلها، والذي تسلم دائرة المالية والاقتصاد (1939-1940) ثم (1950-1959)، وأدارها بأمانة وصدق، لم يكن كالحكام الذين سمعنا ونسمع الآن عنهم في دول أخرى، يكنزون الذهب والفضة، ويحولون أموال بلدانهم وشعوبهم لحساباتهم الشخصية في الخارج، فأميرنا الأسبق الشيخ عبدالله السالم - يرحمه الله - كان نموذجا لأبناء أسرة الحكم، فما إن زاد تدفق أموال النفط في بداية عهده حتى سخرها لحاجات الوطن والمواطنين، وكانت أعماله شعبية بامتياز، ففي العام نفسه 1953 تم افتتاح محطة تحلية مياه البحر لإنتاج الماء العذب، والذي كان مشكلة المشاكل لأهل الكويت، فقد كانوا يشترون الماء من شط العرب ويجلبونه بسفنهم، أما اليوم فنحتفل أيضا بمرور 70 عاما على إنشاء مصنع تحلية مياه البحر، وفي العام نفسه 1953 تم افتتاح مكتب الكويت للاستثمار، وكان أول صندوق استثماري لدولة في العالم، فالقيادة السياسية آنذاك رفضت تخزين الأموال في البنوك، فاختارت تنمية الأموال وزيادتها للحصول على أكبر ريع، فساهم مكتب الاستثمار في إنشاء الكثير من المصانع والمنشآت وتعامل مع جميع بورصات العالم، وجعل الخير.. خيرين، لدرجة أن أرباح هذا الصندوق تخطت إيراد بيع النفط، وكان موردا آخر للكويت مما رفع تصنيف الكويت الاقتصادي.
والفائدة الثانية لهذا الصندوق جاءت من اختيار موقعه فجل استثمارات الصندوق كان في بريطانيا، فلهذا السبب كان استقلال الكويت وفك ارتباطها بمعاهدة الحماية البريطانية عام 1899 دون عنف، ومفاوضاته سلسة وسهلة، مادامت أموال النفط الكويتي تساهم وتشارك بالمنظومة الاقتصادية البريطانية، بالإضافة إلى صدق النوايا بين البلدين.
أما الفائدة الثالثة، فإن مكتب الاستثمار الكويتي ساهم بالمجهود الحربي لتحرير الكويت وتخفيف معاناة الشعب الكويتي بالداخل وبالمنفى. هذا المكتب العتيد، أصبح شخصية اعتبارية عالية المقام في أوروبا والعالم لكثرة أذرعه ولعضويته بمجالس إدارات كبرى الشركات العالمية، فكان خير سفير للكويت وأهلها.