(فانطلقا حتى إذا أتيا أهل قرية استطعما أهلها فأبوا أن يضيفوهما فوجدا فيها جدارا يريد أن ينقض فأقامه قال لو شئت لاتخذت عليه أجرا قال هذا فراق بيني وبينك سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا - الكهف: 77 - 78).
أي مشيا حتى وصلا إلى قرية، قال ابن عباس: هي أنطاكية، فطلبا طعاما وكان أهلها لئاما لا يطعمون جائعا ولا يستضيفون ضيفا، فامتنعوا عن إضافتهما أو إطعامهما (فوجدا فيها جدارا يريد أن ينقض)، أي وجدا في القرية حائطا مائلا يوشك أن يسقط ويقع (فأقامه)، أي مسحه الخضر بيده فاستقام، وقيل إنه هدمه ثم بناه، وكلاهما مروي عن ابن عباس (قال لو شئت لاتخذت عليه أجرا)، أي قال له موسى لو أخذت منهم أجرا نستعين به على شراء الطعام، أنكر عليه موسى صنيع المعروف مع غير أهله، روي أن موسى عليه السلام قال للخضر: قوم استطعمناهم فلم يطعمونا، وضفناهم فلم يضيفونا ثم قعدت تبني لهم الجدار ولو شئت لاتخذت عليه أجرا (قال هذا فراق بيني وبينك)، أي قال الخضر: هذا وقت الفراق بيننا حسب قولك (سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا)، أي: سأخبرك بحكمة هذه المسائل الثلاث التي أنكرتها علي ولم تستطع عليها.
(انتهى قول ابن عباس رحمه الله).
قبس هذه الآية: لا تحكم على ظاهر الأمور، خصوصا إذا جئت على قوم أو بلد جديد، تشاهد فيهم ممارسات قد تكون غريبة لا تجد لها تفسيرا، لكن مع مرور الوقت سوف تفهم لماذا كانت تلك الممارسات أو الأفعال السيئة.