بيروت ـ عمر حبنجر
أسئلة كثيرة أحاطت تواجد الموفد الأميركي عاموس هوكشتاين في بيروت، فالبعض يعتقد انه لترسيم الحدود البرية بين لبنان وإسرائيل، والبعض الآخر يرى ان مهمته تهدئة التوترات الحدودية المتفاقمة بينهما، ومنهم من ذهب إلى إعطاء زيارته بعدا رئاسيا، وهناك من اختصر الأمر بالقول إنها زيارة سياحية، بدليل تناوله «المنقوشة» في الروشة ببيروت، ثم «الصفيحة البعلبكية» بين هياكل بعلبك الرومانية في شرق لبنان، وأخيرا قال قائل ان هوكشتاين، الموفد من الإدارة الأميركية، قد يكون آتيا لكل هذه المهمات، لكن المهمة الأهم تتمثل في الرغبة بالقول للفرنسيين نحن حاضرون في المشهد اللبناني. وفي معلومات المصادر المتابعة ان مهمة هوكشتاين متعددة الوجوه، وأساسها المعلن استكمال الخطة التي بدأت بترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، وانتقلت إلى الحدود البرية، لكن بمعزل عن منطقة مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وبلدة الغجر.
وعلى هامش هذه المهمة يمكن توجيه رسائل تأكيدية لمن يعنيهم الموقف الأميركي من رئاسة الجمهورية، والتي وجدت تفسيرها بعشاء العمل الذي أقامه قائد الجيش العماد جوزاف عون لكبير مستشاري الإدارة الأميركية والذي تزامن مع إعلان دولة قطر عن رصد 30 مليون دولار كمساعدة نفطية للجيش اللبناني للأشهر الـ 6 المقبلة.
ويبدو انه إلى جانب تخفيف التوتر، فقد أوفدت الإدارة الأميركية هوكشتاين أيضا لسحب المزيد من الأوراق من يد حزب الله، أما حزب الله فيرى ان البحث في النقاط المختلف عليها ضروري، لكن معالجتها لن تضع حدا لأسباب الخلاف العميق مع إسرائيل.
أما عن زيارة وزير خارجية إيران حسين أمير عبداللهيان إلى بيروت آتيا من دمشق، فهدفها المعلن، بحسب هذه المصادر، هو المشاركة بذكرى تغييب الإمام موسى الصدر الذي أحيته «حركة أمل»، في الباحة المقابلة لمبنى قناة «إن.بي.إن»، في محلة الجناح أمس، ثم لقاء الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله والتشاور بخصوص تسهيل الأمور على مختلف الصعد.
وما حدث خلال مناقشة قرار مجلس الأمن التمديد للقوات الدولية في الجنوب «اليونيفيل» أمس الأول ليس بعيدا عن الدوامة الحاصلة في بيروت والجنوب، فقد تعثر التوقيع على القرار بالصيغة التي أعدها مندوب فرنسا، بما يعكس وجهة نظر القائمين على السلطة في لبنان.
لكن مجلس الأمن عاد وصوت أمس لصالح تمديد مهمة حفظ السلام «اليونيفيل» المستمرة منذ فترة طويلة في لبنان لمدة عام آخر وفقاً لمشروع القرار الفرنسي بعد التوصل إلى حل وسط بين باريس وواشنطن بشأن صياغة تتعلق بحرية حركة قوات الأمم المتحدة.