تربط بين الكويت والمملكة المتحدة علاقات متميزة للغاية، استمرت على مدار عقود طويلة، كان البلدان خلالها يصنعان مسيرة تاريخية من التعاون الاقتصادي والسياسي، وفي مواقف صعبة ومراحل فارقة وقفت الدولتان بجوار بعضهما البعض، تدعمان وتساندان حتى تمكنتا من العبور بسلام من أزمات كبرى.
هذه العلاقات وضع قواعدها أمير الكويت الأسبق الراحل الشيخ مبارك الصباح، طيب الله ثراه، فالظروف السياسية آنذاك كانت تستوجب صنع علاقات قوية مع بريطانيا، حتى تتمكن الكويت من إحباط مساعي الدولة العثمانية والتي كانت تخطط لإنشاء خط حديد يصل بين الأناضول والكويت، وبناء على ذلك تم توقيع معاهدة حماية مع بريطانيا، وقد نجحت تلك المعاهدة في صد الكثير من الأطماع نحو كويتنا الغالية، وحافظ على أمنها، وسلامة ثرواتها، كما أن بريطانيا كانت من القوات المشاركة في التحالف الدولي للمساهمة في تحرير الكويت من الغزو العراقي وكذلك أعمارها.
وحينما تشرفت بريطانيا منذ أيام قليلة باستقبال سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد بمناسبة مرور 70 عاما على تأسيس مكتب الاستثمار الكويتي في لندن، حيث تمت إقامة حفل تحت رعاية سموه وبحضوره، وشارك فيه عدد من ممثلي الدولتين، فقد أظهرت حفاوة الاستقبال لسمو ولي العهد والوفد المرافق له عمق هذه العلاقات، وبالرغم من البعد الجغرافي واختلاف الثقافات إلا أن هناك علاقة كبيرة من المحبة والاحترام المتبادل تجمع بين البلدين قيادة وشعبا.
وأرى أن تلك الزيارة تعد امتدادا واستمرارا لأشكال التعاون، حيث تم توقيع مذكرة تفاهم بشأن الاحتفال بالذكرى الـ 125 للشراكة الكويتية ـ البريطانية في عام 2024، ومذكرة تفاهم أخرى للشراكة الاستثمارية بين البلدين، ومما لا شك فيه فإن الكويت تعد من أكبر المساندين للاقتصاد البريطاني، وهذا ما تعترف به بريطانيا علانية، فالشراكة الاقتصادية بين البلدين حققت نجاحا كبيرا ومبهرا على مدار عقود.
أعرف أن قادتنا يمتلكون بصيرة وحكمة توصلهم إلى الاختيارات الصائبة، التي تعود بالخير على الكويت وشعبها، وانهم لا يخطون الخطى قبل التفكير فيها بشكل جيد، وبتوفيق من الله دائما ما يكون النجاح حليفا لهم، فلقد مر الوطن بلحظات صعبة نجونا منها جميعا بفضل الله، ثم بفضل قادتنا، حفظهم الله ورعاهم، وكم أتمنى أن تمتد علاقتنا الطيبة مع جميع دول العالم التي تعرف مكانة الكويت وقدرها.
[email protected]