دخلت واشنطن على خط التوترات التي تستعر شرق سورية منذ نحو أسبوع بين قوات سورية الديموقراطية «قسد» الكردية التي تدعمها، ومقاتلي العشائر العربية، والتي أسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى. وأعلنت السفارة الأميركية في سورية، عن لقاء عقده مسؤولون مع ممثلي الطرفين واتفق خلاله على ضرورة خفض العنف. وقالت السفارة في بيان على حسابها في منصة «إكس»، إن اللقاء عقد شمال شرق سورية وجمع نائب مساعد وزير الخارجية في مكتب شؤون الشرق الأدنى المعني بملف سورية إيثان غولدريتش وقائد عملية العزم الصلب التي يشنها التحالف الدولي ضد تنظيم «داعش» اللواء جول فاول مع ممثلين عن «قسد» التي يهيمن عليها الأكراد ووجهاء عشائر من محافظة دير الزور.
واتفق المجتمعون على «ضرورة معالجة شكاوى سكان دير الزور»، والتأكيد على «مخاطر تدخل جهات خارجية» في المحافظة، و«الحاجة لتفادي سقوط قتلى وضحايا مدنيين»، وضرورة «خفض العنف في أقرب وقت ممكن». وشدد غولدريتش وفاول، على «أهمية الشراكة القوية بين الولايات المتحدة و«قسد» في جهود مواجهة «داعش». غير أن الاشتباكات تجددت أمس في عدة مناطق من دير الزور رغم حظر التجول الذي فرضته «قسد»، حيث امتدت الاشتباكات لتشمل قرى في الحسكة والرقة.
وأعلن مقاتلو العشائر سيطرتهم على قريتي «الطركي» و«تل طويل» بالقرب من ناحية «تل تمر» شمال غربي الحسكة، وذلك بعد اشتباكات مع «قسد» وعناصر من قوات الحكومة في دمشق بالمنطقة، بحسب مواقع إخبارية محلية تداولت تسجيلات مصورة تظهر السيطرة على القريتين بريف الحسكة من قبل مقاتلي العشائر القادمين من مناطق سيطرة الجيش الوطني السوري المعارض لمؤازرة عشائر ريف دير الزور.
واندلعت اشتباكات بالقرب من قرية «الصكيرة» الواقعة تحت سيطرة «قسد». ويهدف مقاتلو العشائر للسيطرة على مواقع أخرى تابعة لـ «قسد» على الطريق الدولي (m4) شمالي الحسكة.
وفي محافظة الرقة، قالت المصادر إن قوات العشائر تمكنت من السيطرة على قريتي خليل الياسين وخربة البيضا شمال شرق مدينة عين عيسى.
تزامن ذلك مع تجدد التوتر في ريف دير الزور، حيث أعلنت شبكة «فرات بوست» مقتل 4 عناصر من «قسد» بـ «رصاص مجهولين» هاجموا نقطة عسكرية تابعة لهم قرب ضفة نهر الفرات في بلدة محيميدة فجر أمس. واندلعت اشتباكات عنيفة بين مقاتلي العشائر ووحدات حماية الشعب الكردية التابعة لقسد على أطراف قرية الزر بريف دير الزور.
وتعد محافظة دير الزور ذات غالبية عظمى عربية وتنتشر فيها عشرات العشائر العربية، ويقسمها نهر الفرات الذي تتواجد «قسد» على ضفافه الشرقية، فيما تتمركز قوات حكومة دمشق ومجموعات موالية لإيران على الضفة الغربية.