بعد أطول مهمة يؤديها رائد عربي في الفضاء دامت 6 أشهر، أعلن مركز «محمد بن راشد» للفضاء موعد عودة رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي إلى الأرض على متن مركبة الفضاء «دراغون».
وانفصلت «دراغون»، التي تقل طاقم مهمة «كرو-6»، أمس بنجاح عن محطة الفضاء الدولية متجهة نحو الأرض، وذلك وفقا لبث وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) على موقعها الرسمي، وكان من المقرر انفصالها عن المحطة في 1 سبتمبر، لكن تم تأجيله مرتين بسبب الظروف الجوية في مكان رسو المركبة، ومن المتوقع أن تحط المركبة الفضائية في الساعة السابعة بتوقيت موسكو اليوم 4 سبتمبر. وسيعود رائد الفضاء الروسي أندري فيديايف، ورائدا فضاء «ناسا» ستيفن بوين وودي هوبورغ، ورائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي، إلى الأرض على متن المركبة.
وكتب مركز محمد بن راشد على منصة X (تويتر سابقا) «ستة أشهر من العلوم والتجارب والإنجازات عشناها مع سلطان منذ اللحظات الأولى لأطول مهمة فضائية في تاريخ العرب، مهمة أسهمت بشكل كبير في تطور مسيرة استكشاف الفضاء بالمنطقة».
ودعا المركز لمتابعة التغطية المباشرة لعودة رائد الفضاء الإماراتي، التي ستكون في بث مباشر عبر حسابات المركز على مواقع التواصل الاجتماعي.
من جهته، قال سلطان النيادي عبر منصة X «للفضاء.. لن أقول وداعا بل إلى اللقاء.. إلى اللقاء بمهمة جديدة في محطة الفضاء الدولية أو في وجهة أبعد.. وقبل العودة، أحمد الله على نعمة الإمارات التي حولت أحلامنا إلى نجاحات.. وأشكركم على ثقتكم ومحبتكم.. دعواتكم لنا بالسلامة.. أشوفكم على خير..».
وكشف المركز في منشور آخر عن الجدول الزمني لعودة النيادي، موضحا أن رحلة العودة بدأت عند الساعة 3:05 ظهرا بتوقيت الإمارات أمس، عندما انفصلت المركبة «دراغون» عن محطة الفضاء الدولية.
وبحسب موقع محطة الفضاء الدولية، فإن أصعب مراحل رحلة العودة ستكون عند اختراق المركبة للغلاف الجوي للكرة الأرضية بسرعة تبلغ 28 ألف كيلومتر في الساعة، وفيها تصل إلى درجة حرارة جسم المركبة إلى حدها الأقصى بنحو 1900 درجة مئوية، وتكمن خطورة تلك المرحلة في انقطاع الاتصال بشكل كامل بين مركز الاتصال الأرضي والمركبة لمدة تقدر بست دقائق.
وكان النيادي أكد أن وجوده على متن محطة الفضاء الدولية في مهمته التي استغرقت 6 أشهر منحه فرصة نقل مظاهر الثقافة العربية إلى الفضاء والتعريف بها بين أقرانه من رواد الفضاء.
ونقلت صحيفة «الغارديان» البريطانية عنه في تصريحات خاصة لها نقلتها وكالة الابناء الاماراتية (وام): «سمعت الكثير من زملائي يقولون إنه من الجميل حقا سماع لغة مختلفة في المحطة».
وأشارت الصحيفة إلى أن النيادى قدم للمجتمع العالمي محتوى شيقا للمنطقة العربية من خلال التقاط صور لعدد من مدن الشرق الأوسط وبعض المواقع الشهيرة في المنطقة، كاشفا أبرز مظاهر الجمال فيها.