عبدالحميد الخطيب
في أجواء فنية استثنائية وخيالية، انطلق مهرجان «صيفي ثقافي» بدورته الـ 15، بحفل ضخم أقامه المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب مساء امس الأول في المسرح الوطني بمركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي، تحت رعاية وزير الإعلام وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية رئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب عبدالرحمن المطيري، وبحضور قيادات المجلس الوطني وعدد من نجوم الفن والشخصيات العامة والديبلوماسية وجمهور غفير.
المجلس الوطني اختار أن يكون الحفل مختلفا في كل تفاصيله ليتناسب مع احتفالاته بـ«اليوبيل الذهبي»- ذكرى مرور 50 عاما على تأسيسه- فخصصه لتكريم «سفير الأغنية الخليجية» الفنان القدير عبدالله الرويشد، تقديرا لمساهمته الفنية والثقافية، واعترافا بجهوده في الساحة الغنائية الخليجية والعربية، وعطائه في الحفاظ على التراث الموسيقي والغنائي الكويتي طوال مشواره المهني.
بدأ الحفل بإطلالة للإعلامية المتألقة إيمان النجم التي قدمت الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب د.محمد الجسار، ليلقي كلمة راعي المهرجان، وجاء فيها: يعد «صيفي ثقافي» أحد مشاريع المجلس الوطني التي يهدف من خلالها إلى استقطاب الشباب، وملء أوقات فراغهم بما ينفعهم، وينمي قدراتهم ومهاراتهم في أثناء العطلة الصيفية من خلال مجموعة من الفعاليات والأنشطة التي ترسخ قيم الولاء والانتماء للوطن، وتعزيز قدراتهم، وتنمي مواهبهم في مجالات الثقافة والفن والأدب.
وتابع: لم يغفل برنامج المهرجان وأنشطته هذا العام الفعاليات التي تلبي احتياجات المتطلعين من جميع الأعمار والمشارب لمواكبة المفيد والممتع في عالم تتسارع فيه الأحداث وتتنافس فيه المعارف، وفق منظومة هدفها الارتقاء بمفهوم الفكر والثقافة، والانتصار للإبداع الجاد في مختلف مجالاته، وبما يسعد جمهور المتابعين، ويدخل البهجة إلى نفوسهم، فنجد مجموعة من الأنشطة المتميزة، والأمسيات الثقافية والفنية والمعارض والورش، إلى جانب العروض المسرحية والفنية الراقية والثقافة الجادة.
واستطرد الأمين العام: لقد واكب يوم السابع عشر من يوليو الفائت ذكرى مرور 50 عاما على صدور المرسوم الأميري بإنشاء المجلس الوطني للثقافة والفنون، وهو اليوم الذي يستحق أن يكون عيدا للثقافة العربية، لما قدمه هذا الكيان الشامخ من إسهامات عظيمة في خدمة القارئ والمثقف العربي في كل مكان، وكان بحق قوة الكويت الناعمة، بما يحمله من رسالة حضارية إلى دول العالم المختلفة بأنها دولة محبة للسلام، كما كان همزة وصل- ثقافيا وفنيا وأدبيا- بينها وبين دول العالم، من خلال الأسابيع الثقافية والبعثات الأثرية، والمعارض الفنية، والعروض المسرحية، إلى غير ذلك من طرق التواصل الثقافي والفني التي عززت موقع الكويت، فأصبحت يشار إليها على أنها دولة راعية للثقافة والمثقفين.
واختتم د.الجسار: لقد أنشأت الكويت صرحا ثقافيا نجح في أن يكون مشاركا رئيسيا في بناء الجسم الثقافي العربي، وأن يكون مرسلا لرياح الوعي والمعرفة، فإذا بخيرها يصيب كل بقعة من بقاع عالمنا العربي الكبير، ويسهم في صنع نهضة الحاضر، وها هو يستشرف المستقبل ويضع لبناته، وما استراتيجية المجلس الوطني للسنوات الخمس المقبلة (2023-2028) إلا ركيزة من ركائز التنمية المستدامة، وخطوة على طريق تحقيق رؤية الكويت الثقافية الجديدة التي ترتكن على الحوكمة واستثمار المواهب والاقتصاد الإبداعي، إلى غير ذلك من المحاور.
ومن ثم ظهر الفنان القدير عبدالله الرويشد على المسرح وقدم تشكيلة واسعة من أغانيه التي تشمل أعماله الكلاسيكية والحديثة، بمصاحبة الفرقة الموسيقية بقيادة المايسترو د.عماد عاشور، و«ولع» الرويشد الأجواء بأغنيات: «رحلتي، تصور، اي معزة، اتبع قلبي، ارجع، اللي نساك، سولف علي، عذروب خلي، دنيا الوله» وسط تفاعل كبير من الحضور الذين كانوا يرددون كلماتها معه، وبعد ذلك قام الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب د. محمد الجسار والأمين المساعد لقطاع الفنون مساعد الزامل بتكريم الرويشد.
وأكمل الحفل وغنى: «لمني بشوق، وين رايح، قلبي معك، رجعتي له، يبيلك قلب، إحساس العالم، تذكرني، اعتب عليه، ما في احد مرتاح»، ليودع الجمهور الذين استمتعوا بهذه الليلة الرائعة في احتفال المجلس الوطني بـ «اليوبيل الذهبي» لتأسيسه، وافتتاح مهرجان «صيفي ثقافي 15».
«سفير الأغنية الخليجية»: التكريم على أرض وطني يعني لي الكثير
في كلمة ارتجالية أثناء الحفل، عبر «سفير الأغنية الخليجية» الفنان القدير عبدالله الرويشد عن سعادته باحتفاء المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب به، وأكد أن هذا التكريم يعني له الكثير، لاسيما انه على أرض الوطن، وبين أهله، معتبرا أن حضور الجمهور لهذا الحفل بمنزلة تكريم إضافي له.