تعتزم الحكومة الصينية تأدية «دور وساطة» في الأزمة السياسية في النيجر، على ما أعلن السفير الصيني في نيامي جيانغ فنغ في مقابلة مع التلفزيون الوطني النيجري، فيما قال وزير خارجية النيجر المعين من قبل النظام العسكري إن حكومته تجري مباحثات مع باريس لانسحاب القوات الفرنسية.
وصرح فنغ في هذه المقابلة عقب اجتماع مع رئيس وزراء النيجر علي الأمين بأن «الحكومة الصينية تعتزم تأدية دور المساعي الحميدة والوسيط، مع الاحترام الكامل لدول المنطقة لإيجاد حل سياسي لهذه الأزمة النيجيرية». وأضاف أن «الصين تنتهج دائما مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان الأخرى» وتشجع الدول الافريقية «على حل مشكلاتها بنفسها».
من جهتها، قالت المتحدثة باسم الخارجية الصينية امس إنها تدعم كل الجهود لحل الخلافات سلميا في النيجر، وتدعو لضمان السلامة الشخصية للرئيس محمد بازوم. وأضافت الخارجية الصينية أنها تأمل أن تتمكن الأطراف بالنيجر من إيجاد حل سياسي انطلاقا من المصالح الأساسية للبلاد والشعب. وأفاد الأمين بأن حكومته المعينة من الانقلابيين العسكريين تجري مباحثات مع باريس لضمان انسحاب سريع للقوات الفرنسية، وسط تواصل احتجاجات المواطنين ضد وجودها في البلاد.
ورأى رئيس الوزراء في مؤتمر صحافي امس، أن القوات الفرنسية موجودة في البلاد بشكل غير قانوني بعد أن ألغت الإدارة العسكرية في المجلس الانقلابي الاتفاقيات التي سمحت للفرنسيين بالتمركز في النيجر.
وأضاف أن السفير الفرنسي سيلفان إيت لم يتصرف بشكل صحيح بوصفه ديبلوماسيا، معتبرا سلوكه ازدراء غير مقبول، على حد تعبيره، وذلك بعد رفض السفير مغادرة البلاد حتى بعدما طردته السلطات العسكرية وألغت امتيازاته وحصاناته الديبلوماسية.
وفي السياق، قالت صحيفة لوموند الفرنسية انه لم يتم الاتفاق بين فرنسا وقادة الجيش بالنيجر على عدد القوات المقرر سحبها، وان باريس تخطط لإرسال جزء من قواتها الموجودة في النيجر إلى تشاد.
من جهة أخرى، كثف جيش النيجر حضوره واستعداداته في محيط القاعدة العسكرية الفرنسية، الواقعة في مطار حماني ديوري بالعاصمة نيامي، مع انتهاء سريان الاتفاق الذي ينظم الوجود العسكري الفرنسي في البلاد، بعدما ألغى قادة الانقلاب حزمة من الاتفاقات العسكرية المبرمة مع باريس.
وبحسب قناة «الجزيرة» أقام الجيش سواتر ترابية وعزز من حضور قواته قرب القاعدة الفرنسية، التي شهدت خلال الأيام الماضية مظاهرات طالبت باريس بسحب قواتها وباحترام سيادة البلاد واستقلالها.
كما تواصل شرطة النيجر فرض طوق أمني حول محيط مبنى السفارة الفرنسية ومقر إقامة السفير سيلفان إيت وسط العاصمة نيامي.
وتقوم الشرطة بتفتيش المركبات الداخلة والخارجة من المبنيين قبل السماح لها بالعبور.
هذا، وحذرت النيجر سفير نيجيريا لديها محمد ثاني عثمان من أن نيامي ستضطر للتعامل بالمثل إذا لم توقف نيجيريا «الخطوات المعيقة» للعلاقة بين البلدين. وقال التلفزيون الحكومي النيجيري إن وزير الخارجية المعين التقى سفير نيجيريا لدى نيامي، وبحث معه علاقة البلدين وتأثرها بقرارات مجموعة إيكواس.