لا قيمة لشهادة، ولا لعلم، ولا لحروف بالية مثل «د» أو «أ» أو غيرهما من الحروف العلمية، لا قيمة لكل ذلك، حين يخلو حامل هذه الألقاب من: (العدل والصدق والحكمة، ومن مناصرة الحق، ومن المروءة والشهامة والشيمة وخصال الرجال الحميدة !!).
فالشهادات العلمية العالية بلا «شهادة أخلاقية» هي شهادات مردودة على صاحبها، فالشهادات العالية التي تصاحبها أخلاق دنيئة «دون المستوى» هي شهادات ورقية لا قيمة لها، لأنها لم تنتج إنسانا محترما يترجم ذلك العلم إيجابيا في المجتمع!، فالأوراق المادية والشهادات سهل الحصول عليها، ولكن حسن الأخلاق لا يحصل عليه أي أحد!
فكم من دكتور: بلا شهادة «أخلاقية»!
وكم من أستاذ: بلا شهادة «تربوية».
ولا تستغربوا من شدة ألفاظي، ولا تستغربوا من وصفي الشديد، فالله في كتابه قد وصف بعض البشر بأنهم كالأنعام بل هم أضل، وقد قال سبحانه:
(أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا).
لذلك هناك بشر التزموا «أخلاق الدين» فكانوا أرقى المخلوقات، وهناك بشر انتهكوا حدود الدين فكانوا أدنى المخلوقات.
باختصار: العلم الذي لا يهذب أخلاق صاحبه هو علم مردود على صاحبه، ولا بركة به، ولا نفع من ورائه !.
ودعونا نتساءل: أليس «التعلم» الهدف منه نقل الفرد والمجتمع إلى واقع افضل!؟ بحيث يشارك هذا «المتعلم» بجعل المجتمع أكثر جودة وفضيلة، ويحارب كل صنوف الجهل؟!
إذن: لماذا بعض «المتعلمين» خلاف ذلك؟!
بل إن بعضهم أصبح «عالة» على المجتمع، ومعززا للجهالة، ومضرا لأركان الإنسان وكيانه، ولا يأتي منه إلا الشر ! بل إن بعضهم معدوم «الأخلاق والإنسانية»، ويقوم بتوظيف كل علمه الذي اكتسبه توظيفا «أعوج» حتى يبدد الحق والفضيلة ويطمس العدل !
أيها الكرام: لو عقدنا مقارنة بذلك الزمن الماضي الذي كان رجاله لا يملكون الشهادات العالية، ولا يكادون «يفكون الخط»، وبين زمن «الشهادات العالية»، زمن الألقاب (أمثال أستاذ ودكتور وبروفيسور..)، لوجدنا أن زمن الأوائل أفضل و«أبرك»، لأنه زمن رجال «الشيمة والمروءة والحكمة»!
لذلك كان التقدم أكثر بالزمن الماضي لأن رجاله «حكماء» رغم عدم حصولهم على شهادات عالية.. والتأخر أكثر بالزمن الحالي لأن هناك عددا من رجاله «جهلاء» رغم تكدس الشهادات العلمية العالية لديهم!!.
بالختام: بالتأكيد هناك من جمع «العلم المتقدم والحكمة والعدل والإنصاف» وبمثل هؤلاء يتجدد الأمل في أروقة الحياة، وبهم تكون الحياة أجمل.
hanialnbhan@