ألجأت الأوضاع الاقتصادية المزرية نسبة كبيرة من السوريين إلى البحث عن منفذ لمغادرة البلاد ولو اضطرهم ذلك لبيع بيوتهم وأثاثهم لتأمين تكاليف السفر وثمن التأشيرات وتذاكر السفر.
ونقل تقرير لموقع «أثر»، المقرب من السلطة، عن أصحاب مكاتب عقارية ومختصين في بازارات المنازل في مناطق المزة 86 وجرمانا وركن الدين بدمشق، أن عروض البيع حاليا أكبر بكثير من طلبات الشراء وهذا ما جعل العقارات تقيم بأقل من سعرها المفترض بسبب حاجة صاحب المنزل إلى السيولة النقدية لإتمام أمور سفره.
ويقول عدنان، وهو سمسار عقارات في منطقة جرمانا بريف دمشق وما حولها: إن المنزل الذي كان معروضا بـ 200 مليون ليرة عندما كان الدولار بـ 9 آلاف ليرة، يعرض اليوم بـ 230 مليون ليرة والدولار بنحو 14 ألف ليرة في السوق السوداء، وهؤلاء يضطرون مجبرين لبيع منازلهم لتوجه نسبة كبيرة منهم نحو الهجرة أو دفع أحد أبنائهم على الأقل للسفر نتيجة تدهور الوضع الاقتصادي واستحالة القدرة على المعيشة، ويضيف ان تلك الأسر تبيع منزلها لتأمين تكاليف السفر ثم تنتقل للإيجار ريثما يتم لم الشمل.
عبير، تعمل ممرضة في أحد المشافي العامة ومساء تعمل في عيادة خاصة، تؤكد لـ «أثر» أن كل ما تحصل عليه بالكاد يكفيها ثمن طعام لأسرتها المكونة من 5 أشخاص، لذلك عرضت منزلها للبيع لأن فيزا العمل وصلتها وستغادر إلى العراق لتعمل في أحد المشافي، ولكنها واقعة بين نارين، فهي إما أن تترك زوجها وأولادها الثلاثة إلى أن تسمح لها الفرصة بلم الشمل أو أنها ستبيع منزلها للحصول على جوازات سفر فورية كلفة الواحد منه 9 ملايين ليرة، أي نحو 650 دولارا، إضافة إلى بطاقة الطائرة التي تكلف 15 مليونا لكل شخص، لذلك قررت بيع منزلها بما فيه بمبلغ 300 مليون، مبينة لـ «أثر» أنها تحاول وتسعى إلى عدم ترك أولادها، وليسافروا جميعهم معا.