أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءَهُم مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا، وَأَمَّا الْغُلامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا).
يستعرض الإمام الخضر عليه السلام أسباب أفعاله لما جرى من أحداث مع موسى عليه السلام.
يقول المفسرون في الموسوعة القرآنية: أما السفينة التي خرقتها فكانت لمساكين ضعفاء ليس لهم مورد رزق غيرها، وهم عاجزون عن مقاومة من يظلمهم، يعملون في البحر عن طريق أخذ الأجرة، وكان في طريقهم ملك ظالم يغتصب كل سفينة صالحة (ليس بها عيب) من أصحابها.
أما الغلام الذي قتلته فكان كافرا، وأبواه مؤمنان، فخفنا أن يحملهما على تجاوز الحد المشروع والضلال والكفر بربهما، لشدة محبتهما له، وتأثرهما بميوله، فأردنا أن يرزقهما الله ولدا آخر خيرا منه صلاحا ودينا، وأقرب رحمة بوالديه وبرا بهما، وعطفا عليهما.
قبس هذه الآية، مهما تعلّم الإنسان ووصل به علمه أن يستشرف المستقبل إلا أنه يعجز أن يدرك علم الغيب مقرونا بإرادة الله عز وجل وما يقرره الله من خير أو شر.