القاهرة - هناء السيد
قال د.محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، إن اهتمام الرئيس عبدالفتاح السيسي، بعمارة بيوت الله (عز وجل) مبنى ومعنى، حيث بلغ عدد المساجد التي تم افتتاحها في السنوات العشر الأخيرة 10 آلاف و553 مسجدا، كما نشكره على اهتمامه وتوجيه بالعمل المستمر على تحسين أحوال الأئمة ماديا ومعنويا، وإكرامه لأهل القرآن.
وأضاف خلال كلمته بالجلسة الافتتاحية بالمؤتمر الرابع والثلاثين للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية المنعقد في القاهرة تحت عنوان: «الفضاء الإلكتروني والوسائل العصرية للخطاب الديني.. بين الاستخدام الرشيد والخروج عن الجادة»، في عصر المعلومات، من يملك المعلومة يملك القوة، والسيطرة على الفضاء الإلكتروني فكريا لا تقل أهمية عن السيطرة عليه علميا أو عسكريا.
وتابع: والأدوات والوسائل لا يمكن الحكم عليها في ذاتها بالقبول المطلق أو الرفض المطلق، فالسكين التي تقطع وتذبح لا غنى عن منافعها، والسلاح الذي يفتك ويقتل لا غنى عنه لحماية أمن المجتمعات والأوطان والدفاع عنها، وحتى القلم فإنه قد يكون وسيلة هداية ورشاد أو آلة هدم أو قذف أو سباب، وهذا هو الحال نفسه في سائر وسائل الاتصال الإلكتروني والذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية وإنترنت الأشياء وسائر التقنيات الحديثة التي يمكن أن نستخدمها في كل ما يخدم العلم، والدعوة، والبشرية، كما يمكن استخدامها للهدم على نحو ما يفعل أهل الشر.
وقال: وقد ضرب لنا نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم أعظم المثل في استخدام مهارات التواصل الدعوي بمختلف أنواعها، للنفاذ إلى عقل المتلقي وقلبه، وإثارة اهتمامه وانتباهه، ومن هذه المهارات: استخدام لغة الجسد الرصينة المتزنة، كتغيير وضع الجسد لإثارة الانتباه، والإشارة إلى القلب أو اللسان، واستخدام لغة الأرقام، والرسم التوضيحي، والأمثلة التوضيحية، كما استخدم صلى الله عليه وسلم أسلوب الإلغاز لتنشيط أذهان السامعين.
واستطرد: ونوع صلى الله عليه وسلم وسائل وأساليب الدعوة ما بين الحديث الشريف، والخطبة، والموعظة، والوصية، والرسالة، بما يؤكد حرصه صلى الله عليه وسلم على إبلاغ الرسالة بلاغا مبينا، وإقامة الحجة واضحة وبينة جلية لا لبس فيها بكل الوسائل والأساليب المتاحة في عصره صلى الله عليه وسلم، وهو ما يحملنا أمانة الاقتداء به صلى الله عليه وسلم باستنفاد وسعنا في استخدام وسائل التواصل وسائر التقنيات الحديثة المتاحة في عصرنا لإبلاغ رسالة ديننا بلاغا مبينا.