- الاستثمار في برامج الصحة العامة له مردود إيجابي فاعل لدفع عجلة الاقتصاد وتحقيق أهداف التنمية البشرية المستدامة
عبدالكريم العبدالله
كشف رئيس المنظمة الإسلامية للعلوم الطبية ووزير الصحة الكويتي الأسبق د.محمد الجارالله عن الأهمية الكبرى للاستثمار في برامج الصحة العامة بما له من مردود إيجابي فاعل لدفع عجلة الاقتصاد وتحقيق أهداف التنمية الدولية المستدامة SDGs وتحقيق التغطية الصحية الشاملة Universal Health Coverage التي أعلنتها الأمم المتحدة ووقعت عليها جميع دول العالم بما فيها جميع الشعوب العربية، جاء ذلك في محاضرة له بعنوان «الاستثمار في الصحة العامة: ضمان لحياة صحية وزيادة الإنتاج».
خلال ترؤسه وفد المنظمة الإسلامية للعلوم الطبية المشارك في المؤتمر العالمي للصحة والسكان بمصر والذي انعقد في القاهرة خلال الفترة من 5 إلى 8 سبتمبر 2023 تحت شعار «سكان أصحاء من أجل تنمية مستدامة».
وأشار د.الجارالله إلى أن المؤسسات الدولية تؤكد أن رفع ميزانية الصحة العامة والإنفاق على برامج الطب الوقائي وتعزيز الصحة أمر محوري، حيث يشكل مستقبل التنمية البشرية والاقتصاد، مدللا على أهميته بما يطلق عليه خبراء الاقتصاد مؤشر العائد على الاستثمار ROI، مشيرا الى أن العائد على الاستثمار في برامج الصحة العامة هو أعلى استثمار في العالم أجمع، وذلك لأن كل دولار تنفقه الدولة على برامج الصحة العامة يعود بمردود اقتصادي للدولة ككل، حيث يتراوح بين 4 دولارات و44 دولارا بطريقة مباشرة أو غير مباشرة كتقليل مضاعفات المرض أو إطالة متوسط العمر المتوقع للحياة، وتختلف قيمة المردود المادي طبقا لعوامل عديدة ترتبط بطبيعة البرنامج وعامل الخطورة الذي تحاربه مثل السمنة والتدخين، ومواجهة الوبائيات، وغيرها.
وشدد الجارالله على ضرورة الاهتمام بعلوم اقتصاديات الصحة، والتأكيد على أن وزارة الصحة ليست وزارة خدمات، وإنما وزارة استثمار بما تقدمه من عائد ضخم اقتصادي واجتماعي نتيجة تدخلات الصحة العامة وهو أمر مثبت ومبني على البراهين في الوبائيات وكذلك الأمراض المزمنة غير المعدية.
وشدد على أهمية تأثير الاستثمار الصحي على تطوير جميع الأهداف الـ 17 للتنمية البشرية المستدامة SDGs وكذلك يحسن التغطية الصحية الشاملة UHC والأهم من ذلك أنه يحسن من الخصائص التنموية للسكان.
وأشار إلى أن قادة الصحة العالمية في اجتماعهم بالأمم المتحدة هذا العام قد اتفقوا على أن تمويل الصحة هو استثمار رأسمالي ومحوري له أثر كبير في رعاية أفراد أصحاء أكثر قدرة على العطاء والإنتاجية.
وأوصى على أهمية زيادة الإنفاق على برامج الصحة العامة والنظام الصحي ككل لمواجهة الأمراض المزمنة غير المعدية ومحاربة الوبائيات وتحسين الخصائص الصحية للسكان وتعزيز الصحة واستثمارها في الإنسان، وهو أمر حاسم لبناء رأس المال البشري وتمكين النمو الاقتصادي المستدام والشامل.