ارتفع مستوى التوتر عاليا في منطقة القوقاز أمس مع تجدد القتال في إقليم ناغورني قره باغ المتنازع عليه بين أذربيجان وأرمينيا.
وقال رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان، إن أذربيجان شنت عملية برية مسلحة في الإقليم تهدف إلى «التطهير العرقي» لأرمن قره باغ، فيما أعلن الانفصاليون وقفا لإطلاق النار وعقد محادثات سلام مع أذربيجان برعاية روسية.
في الوقت ذاته، ندد رئيس باشينيان بما وصفها بدعوات إلى تنفيذ «انقلاب» في بلده. وقال «يجب ألا نسمح لبعض الأشخاص وبعض القوات بأن تنفذ انقلابا على الدولة الأرمينية. هناك بالفعل دعوات من أماكن مختلفة لتنفيذ انقلاب في أرمينيا»، في حين أفاد التلفزيون الرسمي بتجمع مئات المتظاهرين أمام مقر الحكومة الأرمينية في يريفان. في المقابل، أكد مساعد رئيس أذربيجان حكمت حاجييف، أن العملية العسكرية في الإقليم تقترب من تحقيق أهدافها الرئيسية من خلال تحييد بعض الأهداف العسكرية المعادية.
وأضاف «سيتم احترام حقوق وسلامة المدنيين من أصل أرميني في قره باغ وفقا للدستور والالتزامات الدولية لأذربيجان».
من جهتها، قالت «الخارجية الأذربيجانية»، إن «السبيل الوحيد لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة هو الانسحاب الكامل وغير المشروط للقوات المسلحة الأرمينية من منطقة قره باغ الأذربيجانية وحل ما يسمى بالنظام الانفصالي».
وقد تداعت القوى الكبرى لحث أرمينيا وأذربيجان، على ضبط النفس والسيطرة على الأوضاع، إذ أعربت واشنطن عن أملها «بأن نكون قادرين على التكيف مع المشاكل طويلة المدى»، واصفة التطورات الأخيرة بأنها «حدث فظيع ومروع».
من جهتها، قالت روسيا إنها تسعى إلى إقناع أرمينيا وأذربيجان بالعودة إلى «طاولة المفاوضات»، فيما طلبت باريس عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي.
وشدد الكرملين على أن موسكو «القلقة» من «التصعيد المباغت» للوضع في ناغورني قره باغ، تسعى جاهدة لإعادة يريفان وباكو إلى «طاولة المفاوضات». وقال الناطق باسم الرئاسة التركية دميتري بيسكوف «المهم هو إقناع يريفان وباكو بالجلوس إلى طاولة المفاوضات» و«تجنب الخسائر البشرية». بدورها، اعتبرت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، أن العملية العسكرية التي شنتها باكو في جيب ناغورني قره باغ «غير شرعية وغير مبررة وغير مقبولة».
وقالت للصحافيين «أود أن أشدد على أننا نحمل أذربيجان المسؤولية عن مصير الأرمن في ناغورني قره باغ»، مشيرة إلى أن فرنسا على اتصال بشركائها الأوروبيين والولايات المتحدة وأرمينيا وأذربيجان.
وكانت القوات الانفصالية في ناغورني قره باغ أكدت أن الجيش الأذربيجاني حاول التقدم عميقا في الجيب حيث أطلقت باكو عملية عسكرية.
وقال الانفصاليون على منصة «إكس»: «تحاول القوات الأذربيجانية التقدم عميقا، وتواصل قواتنا صد الهجوم الأذربيجاني على خط التماس بأكمله».