إن مهنة العلاقات العامة والاتصال الاستراتيجي تعتبر من أهم المهن في العالم، حيث تتطلب مهارات ومواصفات خاصة، وفي دول العالم المتقدمة يولون شخصية ممتهن العلاقات العامة اهتماما خاصا، فضلا عن اقرار رواتب مجزية لهذه المهنة، بخلاف الواقع المحلي، وهنا لابد من إعادة النظر في الأمر حتى لا تكون هذه المهنة الحيوية طاردة غير جاذبة للعمالة الوطنية.
جدير بالذكر أن القطاع الخاص في السنوات الأخيرة أصبح أكثر اهتماما بمهنة العلاقات العامة، حيث جعل منتسبيها شركاء في صنع القرار ويتقلدون أعلى المناصب ونأمل من القطاع الحكومي أن يحذو حذو القطاع الخاص في هذا الأمر، خاصة أن مجلس الوزراء قد أصدر قرارا منذ عدة سنوات بأهمية تفعيل دور العلاقات العامة في الجهات الحكومية، لكن للأسف حتى الآن لم تحصل مهنة العلاقات العامة على ما تستحق من مكانة وظيفية مرموقة تعكس انطباعا ايجابيا للمؤسسة.
ولتشجيع الكفاءات الوطنية للانخراط في مجال العلاقات العامة في القطاع العام لابد من وجود جاذب مادي ومعنوي ومزايا للمهنة، وسبق ان تـــقدمت جمـــعية العلاقات العامة بطلب كادر خاص للعاملين في المهنة.
إن كادر العلاقات العامة مستحق منذ ما يزيد على ثلاثة عشر عاما، منذ القرار الشهير لمجلس الخدمة المدنية بإقرار 123 كادرا وبدلا عام 2010، وآنذاك لم يتم الأخذ في الاعتبار مهنة العلاقات العامة، وقامت الحكومة بعد ذلك مشكورة بعمل دراسة البديل الاستراتيجي الذي راعت فيه تحقيق العدالة الوظيفية لجميع المهن وإنصاف تلك المهن التي لم تحصل على أي مزايا مالية، ومن ضمنها العلاقات العامة، وينتظر الكثير من الموظفين إقرار البديل الاستراتيجي لإنصافهم.
هناك من يرى أن العلاقات العامة مهنة من لا مهنة له، ولذلك يجب أن تكون هناك خارطة طريق لتطويرها، ويأتي ضمنها إضافة مادة في العلاقات العامة والديبلوماسية في التعليم الأساسي والجامعي بالإضافة إلى تأسيس كلية متخصصة في العلاقات العامة والإعلام، لتوفير كوادر وطنية طموحة قادرة على الابتكار والتميز، ومواكبة التطور الرهيب في هذه المجالات الحيوية.
إن الكويت تسعى لتنويع مصادر الدخل وضمن خطتها التنموية تطوير القطاع السياحي، لذلك هناك ضرورة لتطوير مهارات العاملين في المطارات والمنافذ لأنهم واجهة الكويت وعليهم استقبال الجمهور بابتسامة وإضفاء أجواء سعيدة مهما كانت ضغوط الحياة.
قالوا في العلاقات العامة:
٭ بيل غيتس: «لو لم يتبق بحوزتي إلا دولارا واحدا، فسأنفقه على العلاقات العامة».
٭ سوخجيت سينغ جرويل مدير التطوير المهني بالمعهد الملكي البريطاني: إن ممارسي مهنة العلاقات العامة يجب أن يصلوا إلى أعلى المناصب ليكونوا شركاء في صناعة القرار.
٭ الكاتب اليوناني نيكوس كازانتزاكيس: «بما أننا لا نستطيع أن نغير الواقع، فلنغير العيون التي نرى بها الواقع»، وهذا معناه أن نتعامل بإيجابية مع جميع المعطيات.