عبدالكريم العبدالله
تعقد المنظمة الإسلامية للعلوم الطبية، خلال الفترة من 24 حتى 25 الجاري، ندوة «الطباعة الحيوية.. الفرص والتحديات من منظور إسلامي».
وقال رئيس المنظمة وزير الصحة الأسبق د.محمد الجارالله إن «الطباعة الحيوية» هي طفرة طبية نوعية على مستوى العالم، حيث تستخدم الخلايا البشرية للمريض ذاته في العلاج، وهي تنتمي الى الطب «التجديدي» أو «التعويضي»، ونوع متخصص من الطباعة ثلاثية الأبعاد وبذلك فهي تعتبر منصة لتصنيع وطباعة وانتاج «الأنسجة الحية والأعضاء البشرية»، بما فيها من أوعية دموية دقيقة، إذ تستخدم أجهزة الطباعة المتخصصة ثلاثية الأبعاد ما يطلق عليه «الحبر الحيوي» المكون من الخلايا والأنسجة وبعض المكونات مثل الهدروجيل والأغذية وكلها حيوية من بدايتها لنهايتها.
وأشار الى ان «الطباعة الحيوية» حققت انفراجات كبيرة في عالم الطب، حيث تتيح هذه التكنولوجيا القدرة على انتاج طباعة انسجة واعضاء من الخلايا البشرية في المختبر بالشكل ذاته والوظيفة نفسها، كما تستخدم في علاج الاعضاء والخلايا والانسجة المريضة مثل مرضى القدم السكرية او حروق الجلد وغيرهما، كما تستخدم لتحسين الوظائف الحيوية للاجهزة وتعزيز القدرات الحيوية البشرية، الامر الذي قد يسهم في إنقاذ حياة الملايين الذين يموتون خلال انتظارهم للمتبرعين بالاعضاء او الانسجة التي لا تغطي الا اقل من 10% من احتياجات الزراعة.
وأشار د.الجارالله الى اهمية هذه الندوة، حيث لم يصدر بشأن هذه الطفرة اي فتاوى شرعية من المجاميع الفقهية المعتبرة، كما لم يتم ارساء قواعد قانونية تنظم استخدامها حتى الآن رغم انها دخلت حيز التطبيق ونجحت بالفعل خطواتها الاولية على الحيوانات وعلى البشر، الا انها مازالت بحاجة الى التطوير.
وذكر د.الجارالله انه سيتم خلالها تقديم العديد من الأبحاث حول هذه الطفرة الجديدة من 15 دولة، منها بريطانيا والمانيا وكوريا الجنوبية وكذلك مساهمة المشاركين من المؤسسات الدولية العريقة مثل الأزهر الشريف ومنظمة الصحة العالمية ومجمع الفقه الإسلامي الدولي في جدة وجامعة الكويت، لافتا الى أنه تم الحصول على اعتماد 11 نقطة من الفئة «أ» من معهد الكويت للاختصاصات الطبية، داعيا جميع الاطباء الى المشاركة في الندوة والاستفادة من نقاط التعليم المستمر.
وأوضح ان الندوة تهدف الى تبادل الأفكار والخبرات والمعرفة حول هذا الموضوع الملح والمثير، بهدف تقديم الرعاية الصحية الأفضل للمرضى، لافتا الى ان تنظيم هذه الندوة يأتي في اطار التوازن بين الفرص والتحديات والتقنية الطبية من ناحية والضوابط الاخلاقية والشرعية والقانونية من ناحية أخرى.