- القمة العربية في جدة أكدت دور المملكة الريادي في تعزيز التضامن العربي
- ديبلوماسية الوساطة السعودية تسهم في صنـع السلام الدولي
- إشادات دولية بمتانة الاقتصاد الوطني كأحد أكبر 20 اقتصاداً عالمياً
- المملكة قدمت مساعدات إنسانية لتخفيف آثار الكوارث التي اجتاحت بعض الدول الشقيقة والصديقة
تحتفل المملكة العربية السعودية في 23 سبتمبر من كل عام بذكرى اليوم الوطني، وهو اليوم الذي يوافق تاريخ توحيد أجزاء المملكة على يد المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود - طيب الله ثراه - حيث تم إعلان ذلك في 21 جمادى الآخرة 1351هـ الموافق 23 سبتمبر 1932م، وأصبح «اليوم الأول من الميزان» الموافق 23 سبتمبر من كل عام يوما وطنيا للسعودية.
وفي مثل هذا اليوم من كل عام، يستذكر السعوديون والسعوديات تاريخ المملكة المجيد والإنجازات العظيمة التي تحققت منذ التأسيس وصولا إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، الذي هو استمرار لعهود الخير في وطن الخير.
ومع الاحتفال باليوم الوطني الثالث والتسعين، تسطر المملكة العربية السعودية إنجازات في شتى المجالات على المستويات كافة، وهي الإنجازات التي أضحت واقعا معاشا مشاهدا، وتبلورت في النمو والازدهار والرخاء والتطورات الناتجة عن القرارات الحكيمة والتوجيهات السديدة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ولصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء، ووفق رؤية طموحة تلامس عنان السماء، وتقود الوطن إلى مصاف الدول العالمية، ما حدا بالمملكة أن تكون محط أنظار العالم، حيث تمحور الاهتمام الدولي بالسعودية، سياسيا، واقتصاديا، وإنسانيا، وتعليميا، وصحيا، ورياضيا وعسكريا.
وتحرص القيادة الرشيدة على تسخير كل ما من شأنه أن يعود بالنفع على الوطن والمواطن، من خلال استكمالها الإصلاحات، وفتح آفاق من الفرص أمام القوى البشرية المميزة في المملكة، وتمكينهم لتحقيق تطلعاتهم، وواصلت العمل الدؤوب على برنامج جودة الحياة والذي وضعته رؤية المملكة 2030، لتحسين جودة حياة المواطن وزيادة تفاعله مع مجتمعه، حيث استحدثت خيارات أكثر حيوية عززت من أنماط الحياة الإيجابية، إضافة إلى تقديم العديد من المساهمات والمبادرات التي تعود بالخير والسلام على الإنسانية جمعاء.
وتحت شعار «نحلم ونحقق»، أطلقت المملكة هوية اليوم الوطني الـ 93، والتي استلهمت من الطموحات التي أصبحت قريبة وواقعية في كل مناحي الحياة بالسعودية، إذ انعكست بوضوح على مشاريع ضخمة راهنت عليها المملكة في رؤية 2030، وهو ما جعلها ترسخ من قوتها ومكانتها لمواصلة تقديم دورها المهم والمحوري على جميع الأصعدة.
وجاء الشعار الفني لهوية العيد الوطني كفرشة رسام حالم يخط أحرفه بعذوبة وانسيابية تتجاوز حدود السماء، ويرسم حدود أرض المملكة التي تحتضن الحلم، بعزيمة وإصرار تجعل منه حقيقة ثابتة راسية كالجبال، فيما استلهمت ألوان الشعار من ألوان الخفاق الأخضر وطبيعة الأراضي الغنية للمملكة.
ديبلوماسية حكيمة ومبادرة
لاتزال المملكة العربية السعودية تعزز مكانتها الدولية وثقلها في مجال السياسة الخارجية والديبلوماسية على نحو فريد ومتميز، حيث أضحت صانعة سلام يشار إليها بالبنان في كل محفل، وتمكنت من خلال علاقاتها الدولية المميزة مع جميع الأطراف من اتخاذ قرارات وتقديم مبادرات أسهمت في اتخاذ خطوات كبيرة لمحاربة الإرهاب ودحضه، ونشر ثقافة السلام والتسامح والحوار بين الشعوب، وتقريب وجهات النظر بين الأطراف كافة.
ومن أبرز الشواهد الدالة في هذا المقام، استضافة المملكة وترؤسها لأعمال الدورة العادية الثانية والثلاثين لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة في جدة في 19 مايو 2023، والتي شهدت عودة سورية لشغل مقعدها في الجامعة بعد انقطاع أكثر من 11 عاما.
وجاء انعقاد هذه القمة في توقيت بالغ الأهمية، حيث أكدت دور المملكة في لم الشمل العربي، وعكست الجهود الحثيثة التي تبذلها، لحل القضايا العربية وتعزيز التضامن العربي، وحرصها على جعل هذه القمة منطلقا رئيسيا لمرحلة جديدة من التعاون والتكامل بين الشعوب العربية.
وفي ختام أعمال القمة التي ترأسها نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، صدر (إعلان جدة) الذي أكد خلاله قادة الدول العربية أهمية تعزيز العمل العربي المشترك المبني على الأسس والقيم والمصالح المشتركة والمصير الواحد.
كما شهد العام الحالي، استئناف العلاقات الديبلوماسية بين المملكة وإيران، بتبادل تعيين السفراء وإعادة فتح سفارتيهما وممثلياتهما، تنفيذا للاتفاق الذي تم التوصل إليه برعاية الصين في مارس 2023.
وبالتوازي، واصلت المملكة وساطتها ومساعيها الحميدة لحل النزاعات بين الدول بالطرق السلمية، وفي هذا الإطار، استضافت المملكة عدة جولات لمحادثات بين ممثلين عن طرفي الصراع في السودان بمدينة جدة.
كما استضافت المملكة على مدى يومين في أغسطس 2023، اجتماعات تشاورية لمستشاري الأمن الوطني وممثلي عدد من الدول بشأن الأزمة الأوكرانية.
وجاءت هذه الاجتماعات استمرارا للمبادرات الإنسانية والجهود التي بذلها في هذا الإطار صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء السعودي، والاتصالات التي أجراها مع القيادتين الروسية والأوكرانية منذ الأيام الأولى للأزمة، وإبداء سموه استعداد المملكة للقيام بمساعيها الحميدة للإسهام في الوصول إلى حل يفضي إلى سلام دائم، ودعمها لجميع الجهود والمبادرات الرامية للتخفيف من آثار الأزمة وتداعياتها الإنسانية.
وتعزز المملكة ديبلوماسيتها الفعالة، بالجولات والزيارات الخارجية للقيادة الرشيدة ومشاركتها في القمم والمؤتمرات العالمية، حيث شارك صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء في قمة مجموعة العشرين الـ 18 التي استضافتها نيودلهي في الفترة من 8 إلى 10 سبتمبر 2023، والتي أعلن خلالها سموه عن المشروع الرائد المتمثل في الممر الاقتصادي الإقليمي الذي يربط الشرق الأوسط والهند وأوروبا.
وعقب اختتام أعمال القمة، قام صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء بزيارة رسمية إلى الهند أجرى خلالها مباحثات مع رئيسة الدولة ورئيس الوزراء.
كما شارك سموه في حفل استقبال المملكة الرسمي لترشح الرياض لاستضافة إكسبو 2030، وذلك في العاصمة الفرنسية باريس، وأجرى محادثات رسمية مع الرئيس ايمانويل ماكرون.
دور إنساني عالمي فريد
استشعارا لدورها الإنساني تجاه العالم، واستلهاما من رسالتها في المحافظة على كرامة الإنسان، انطلاقا من تعاليم الدين الإسلامي الحنيف، سخرت المملكة اهتماما بالغا في إغاثة الملهوف ومساعدة المحتاج، والمحافظة على حياة الإنسان وكرامته وصحته، ومد يد العون وتقديم الدعم والعطاء والمساندة للأفراد والدول الشقيقة والصديقة، من خلال مؤسساتها الإغاثية، ومنصاتها الخيرية.
وفي هذا الإطار، جاء توجيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، لمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بتسيير جسور جوية وتقديم مساعدات صحية وإيوائية وغذائية ولوجستية لتخفيف آثار الكوارث الطبيعية التي اجتاحت بعض الدول الشقيقة والصديقة خلال العام 2023، بما في ذلك: الزلازل التي ضربت المغرب، وتركيا، وسورية، والفيضانات التي اجتاحت ليبيا.
كما قامت المملكة بتنفيذ عمليات إجلاء إنسانية كبيرة وعاجلة لمواطنيها ورعايا الدول الشقيقة والصديقة من السودان إثر اندلاع الحرب هناك في 15 أبريل 2023.
وشملت عمليات الإجلاء الإنسانية التي نفذتها المملكة في هذا الخصوص 8455 شخصا (404 مواطنين، و8051 شخصا ينتمون إلى 110 جنسيات)، تم إجلاؤهم بواسطة مجموعة من سفن القوات البحرية الملكية وطائرات القوات الجوية الملكية السعودية.
رعاية فائقة لضيوف الرحمن
تواصل المملكة القيام بدورها الريادي في توفير كل سبل الرعاية والراحة والأمن لضيوف الرحمن من الحجاج والمعتمرين لأداء مناسكهم في أجواء إيمانية تفيض خشوعا وسكينة.
وقد استقبلت المملكة في حج عام 1444هـ 1.845.045 حاجا، قدموا من أكثر من 150 دولة، بحسب وزارة الحج والعمرة السعودية.
ونيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، أشرف صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء على راحة حجاج بيت الله الحرام في مشعر منى.
وحقق موسم حج 1444هـ، نجاحا مميزا، إذ غابت الإصابات والحوادث وكل ما يعكر صفو الحج، بينما حضرت الإنجازات، ولم يتم تسجيل حوادث أو أمراض وبائية بين ضيوف الرحمن، أو مؤثرات على الصحة العامة، وهو ما يعكس التكامل بين جميع الجهات الحكومية والاستعداد المبكر لأي طارئ محتمل.
وجاء هذا النجاح بفضل من الله عز وجل ثم بما وفرته حكومة المملكة من إمكانات مادية ومشاريع تطويرية، وكوادر بشرية لخدمة الحجيج وتهيئة جميع السبل ليؤدوا مناسكهم في طمأنينة ويسر.
إنشاء أكبر «داون تاون» عالمي
أعلن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس إدارة شركة تطوير المربع الجديد، في 17 فبراير 2023 عن إطلاق «مشروع المربع الجديد»، بهدف تطوير أكبر «داون تاون» حديث عالميا في مدينة الرياض، مما يسهم في تطوير مستقبل العاصمة، تماشيا مع مستهدفات رؤية السعودية 2030.
وسيعتمد مشروع المربع الجديد في تصاميمه على تطبيق معايير الاستدامة ورفع مستوى جودة الحياة، ومن ذلك المساحات الخضراء، وتوفير مسارات للمشي، وتعزيز المفاهيم الصحية والرياضية والأنشطة المجتمعية.
ويضم المشروع متحفا مبتكرا، وجامعة متخصصة في التقنية والتصميم، ومسرحا متكاملا متعدد الاستخدامات، وأكثر من 80 منطقة للعروض الحية والترفيهية.
ويقع المشروع على مساحة طابقية تصل لأكثر من 25 مليون متر مربع، وبطاقة استيعابية لمئات الآلاف من السكان، فيما سيوفر 104 آلاف وحدة سكنية، و9 آلاف وحدة ضيافة، ومساحات تجارية تمتد لأكثر من 980 ألف متر مربع، بالإضافة إلى 1.4 مليون متر مربع من المساحات المكتبية، إلى جانب حوالي 620 ألف متر مربع لمرافق الترفيه، وحوالي 1.8 مليون متر مربع للمرافق المجتمعية.
ويستهدف المشروع، المزمع الانتهاء منه بحلول 2030، تنويع مصادر دخل الاقتصاد المحلي والإسهام في دعم الناتج المحلي غير النفطي بما يصل إلى 180 مليار ريال (48 مليار دولار)، واستحداث 334 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة.
وستعمل شركة تطوير المربع الجديد على بناء أيقونة «مكعب» ليجسد رمزا حضاريا عالميا لمدينة الرياض، يضم أحدث التقنيات المبتكرة، حيث سيصبح أحد أكبر المعالم على مستوى العالم، وذلك بارتفاع يصل إلى 400 متر.
اقتصاد واعد
عملت المملكة على جذب كبار المستثمرين، بناء على متانة قاعدتها الاقتصادية، حيث إنها ضمن أكبر 20 اقتصادا عالميا، وعضو فاعل في «مجموعة العشرين»، كما حرصت على تحسين البيئة الاستثمارية لزيادة جاذبيتها للمستثمرين، وقدمت عددا من المبادرات الاستثمارية العملاقة، تحت مظلة صندوق الاستثمارات العامة، والمؤسسات والشركات الرائدة.
وقد أشادت المنظمات الاقتصادية والمالية الدولية، ومؤسسات التصنيف الائتماني العالمية بالنجاحات المتواصلة التي يحققها الاقتصاد السعودي، مثمنة أداءه القوي المستمر.
وفي هذا الصدد، أكد صندوق النقد الدولي أن الاقتصاد السعودي يشهد حالة ازدهار ونمو، وأن موقف المملكة المالي يتسم بالقوة، مشيدا بالتقدم الذي أحرزته في تنفيذ الأجندة الإصلاحية لرؤية 2030.
وأشاد الصندوق في أحدث تقاريره بتسارع وتيرة التحول الرقمي في المملكة وزيادة مشاركة المرأة في سوق العمل، وبالإصلاحات في البيئة التنظيمية وبيئة الأعمال، والجهود الجارية بالاستثمار في رأس المال البشري، والنمو المستمر للناتج المحلي الإجمالي غير النفطي.
وأثنى التقرير على جهود المملكة المتواصلة لاستكمال الإصلاحات الاقتصادية والمالية وتحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030، منوها بأنها كانت أسرع اقتصادات مجموعة العشرين نموا في عام 2022م بمعدل بلغ 8.7%، مع نمو الناتج المحلي غير النفطي بنحو 4.8%، وتراجع معدلات البطالة بين السعوديين إلى أدنى مستوى تاريخي لها.
وأكد صندوق النقد الدولي أن استمرار إصلاحات رؤية السعودية 2030 يمثل تقدما في دفع برامج التنوع الاقتصادي للبلاد لتقليل اعتمادها على النفط، متوقعا استمرار الزخم القوي لنمو الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي، وأن يصل متوسط نموه إلى 4.9% بنهاية عام 2023م، مدفوعا بزيادة الاستثمار الخاص من خلال المشاريع والبرامج المعززة لنمو القطاع الخاص، بالإضافة إلى الوتيرة المتسارعة في تنفيذ المشاريع، مما سينعكس إيجابيا على نمو الناتج المحلي غير النفطي.
كما رحب بالجهود الإصلاحية الجارية في إطار برنامج الاستدامة المالية، بما في ذلك تعزيز الإيرادات غير النفطية وترشيد الإنفاق وتقوية إطار المالية العامة، منوها بمستويات الدين المنخفضة والمستدامة وتوفر الحيز المالي القوي، مشيدا بالتقدم الملحوظ في شفافية المالية العامة من خلال بيان الميزانية الموسع والتقارير التفصيلية الأخرى.
إضافة إلى ذلك، أشاد التقرير بالإجراءات والجهود المتواصلة التي تبذلها حكومة المملكة لتعزيز الحوكمة ومكافحة الفساد، ومواجهة تحديات التغير المناخي، كما أشاد بالخطط التي سيتم تنفيذها لزيادة الطاقة المتجددة، وهدف المملكة بأن تصبح أكبر منتج للهيدروجين النظيف في العالم، والدور الملموس لمبادرة السعودية الخضراء في خفض الانبعاثات الكربونية، متوقعا أن تسهم هذه الجهود في خفض الانبعاثات إلى المستوى المستهدف لعام 2030م، مشيرا إلى أن المملكة سجلت ثاني أقل انبعاثات لكل وحدة منتجة على مستوى العالم.
وأكدت وكالة «ستاندرد آند بورز» تصنيفها الائتماني للمملكة بالعملة المحلية والأجنبية، مع نظرة مستقبلية مستقرة «A/A-1».
وأوضحت الوكالة في تقريرها الصادر في 16 سبتمبر 2023م أن تأكيدها لتصنيف المملكة الائتماني جاء على خلفية استمرار جهود المملكة بالإصلاحات الملحوظة في السنوات الأخيرة، وتحقيقها لتحسينات هيكلية أسهمت في دعم التنمية المستدامة للقطاع غير النفطي، إضافة إلى جهود إدارة المالية العامة، والحفاظ على مستوى متوازن للدين العام.
وتوقعت الوكالة نمو الناتج الإجمالي المحلي للمملكة بنسبة 0.2% خلال العام الحالي، نظرا لانخفاض كميات إنتاج النفط، كما توقعت ارتفاع نموه بمعدل 3.4% خلال الأعوام 2024 - 2026، بناء على ارتفاع كمية الطلبات المتوقعة على النفط، إضافة إلى النمو الملحوظ في القطاع غير النفطي بالمملكة.
الاستثمار الجريء
وكشف تقرير الاستثمار الجريء في المملكة، أنها تصدرت نظراءها في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، باعتبارها الأعلى من حيث قيمة الاستثمار الجريء خلال النصف الأول من عام 2023 الذي شهد استثمارات تجاوزت 446 مليون دولار (1.67 مليار ريال). وأكد التقرير الصادر عن منصة بيانات الاستثمار الجريء في الشركات الناشئة، أن المملكة استحوذت على الحصة الأكبر التي بلغت 42% من إجمالي الاستثمار الجريء في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في النصف الأول من عام 2023 مقارنة ب 31% في عام 2022.
قطاع رياضي فعال
وفي الجانب الرياضي، تميزت المملكة هذا العام باتخاذ قرارات أحدثت تغييرا جذريا في القطاع الرياضي، حيث أطلق صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء مشروع الاستثمار والتخصيص للأندية الرياضية، تحقيقا لمستهدفات رؤية المملكة 2030 في القطاع الرياضي، الهادفة إلى بناء قطاع رياضي فعال، من خلال تحفيز القطاع الخاص وتمكينه للإسهام في تنمية القطاع الرياضي، بما يحقق التميز المنشود للمنتخبات الوطنية والأندية الرياضية والممارسين على الأصعدة كافة.
وتحقيقا لما ورد في أحد أهداف رؤية المملكة 2030 وهو التدريب المستمر للكوادر الرياضية، فقد استقطبت المملكة العام الحالي نجوما عالميين في كرة القدم إلى الأندية.
إنجاز تاريخي.. ريانة برناوي وعلي القرني أول سعوديين يصلان لمحطة الفضاء الدولية
حققت المملكة إنجازا علميا عظيما تمثل في إرسال أول رحلة تاريخية سعودية إلى محطة الفضاء الدولية، ضمن رؤية المملكة لعام 2030 والتي حملت على متنها رائدي فضاء إلى محطة الفضاء الدولية (ISS)، حيث اجريا تجارب بحثية رائدة، وهي أبحاث ستسهم نتائجها في تعزيز مكانة المملكة عالميا في مجال استكشاف الفضاء، وخدمة البشرية، وتؤكد دور مراكز الأبحاث السعودية في إحداث تأثير علمي في هذا المجال، إضافة إلى إجراء ثلاث تجارب تعليمية توعوية.
وكان على متن الرحلة الرائدة العلمية إلى الفضاء التي انطلقت من مدينة كيب كانيفرال في ولاية فلوريدا بالولايات المتحدة الأميركية في 21 مايو 2023م، أول رائدة فضاء سعودية وعربية مسلمة وهي ريانة برناوي، وزميلها علي القرني الذي اصبح أول رائد فضاء سعودي يتوجه لمحطة الفضاء الدولية.
وأجرى رائدا الفضاء السعوديان ريانة برناوي وعلي القرني خلال مهمتهما العلمية بمحطة الفضاء الدولية، التي استمرت 10 ايام، 14 تجربة بحثية علمية وتعليمية رائدة في بيئة الجاذبية الصغرى، منها ثلاث تجارب تعليمية توعوية، شارك فيها 12 ألف طالب في 47 مقرا تعليميا بالمملكة، بشكل تفاعلي مع رواد الفضاء عبر الأقمار الاصطناعية. كذلك اجرى رائدا الفضاء السعوديان تجربة تعليمية عن «انتشار الألوان السائلة» مع طلاب المدارس بالمملكة.
ريادة دولية في مكافحة التغيرات المناخية
دأبت المملكة العربية السعودية، كما هو ديدنها دائما، على أخذ زمام المبادرة في العديد من المجالات التي تهم البشرية، وتؤثر في حياتهم، ومن تلك المجالات قضايا البيئة والتغيرات المناخية، حيث قدمت مبادرات متنوعة في سبيل مكافحة ظاهرة تغير المناخ ومعالجة التحديات البيئية.
وتشاطر المملكة دول العالم فيما تواجهه من تحديات بيئية متنامية نتيجة للتزايد السكاني وتسارع الوتيرة الصناعية والاقتصادية والعمرانية والزراعية، فسعت جاهدة للحد من مسببات التغير المناخي، والوفاء بالتزامها بالمعايير والاتفاقيات الدولية في إطار البرامج الدولية المنبثقة عن المنظمات المتخصصة، ومنها اتفاقية باريس للتغير المناخي، الرامية لتجنب التدخلات الخطيرة الناشئة عن أنشطة بشرية في النظام المناخي.
واستشعارا بأهمية التكاتف والتآزر الإقليمي والدولي لتعزيز العمل المناخي العالمي وخفض الانبعاثات الكربونية، بما يسهم في تحسين جودة الحياة ويهيئ مستقبلا أفضل للأجيال القادمة، أطلقت «مبادرة السعودية الخضراء» و«مبادرة الشرق الأوسط الأخضر» لرسم توجه المملكة والمنطقة في حماية الأرض والطبيعة ووضعتهما في خارطة طريق ذات معالم واضحة وطموحة، حيث تسهمان بشكل قوي في تحقيق المستهدفات العالمية.
في هذا الصدد، قال صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء «بصفتنا منتجا عالميا رائدا للنفط، ندرك تماما نصيبنا من المسؤولية في دفع عجلة مكافحة أزمة المناخ، وأنه مثل ما تمثل دورنا الريادي في استقرار أسواق الطاقة خلال عصر النفط والغاز، فإننا سنعمل لقيادة الحقبة الخضراء القادمة».
وتسعى المملكة إلى تحقيق أهداف طموحة في مجال العمل المناخي، بحلول عام 2030، تتمثل في تحويل 30% من مساحاتها البرية والبحرية إلى محميات طبيعية، وزراعة أكثر من 600 مليون شجرة.
كما تعكف على تطبيق نموذج الاقتصاد الدائري للكربون، بهدف تنفيذ تعهداتها لتقليل الانبعاثات بمقدار 278 مليون طن سنويا بحلول عام 2030. وتماشيا مع طموحاتها لرفع حصة مصادر الطاقة المتجددة في مزيج الكهرباء إلى 50% بحلول عام 2030، أعلنت المملكة عن 13 مشروعا جديدا قيد التطوير في مجال الطاقة المتجددة.
السعودية تحتفل للمرة الأولى بـ «يوم العلَم»
احتفلت المملكة العربية السعودية، للمرة الأولى، في 11 مارس 2023، بيوم العلم الوطني، احتفاء بقيمته الممتدة عبر تاريخ الدولة السعودية طوال 3 قرون، بوصفه رمزا للوحدة والسيادة الوطنية، وشاهدا على تاريخ تأسيس وتوحيد وبناء المملكة واستقرارها.
وأصدر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز مرسوما ملكيا نص على تحديد يوم 11 مارس من كل عام يوما للعلم السعودي، وهو التاريخ الذي أقر فيه الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود ـ طيب الله ثراه ـ العلم بشكله الحالي شعارا للبلاد.
وأكد المرسوم الملكي أن ذلك يأتي «انطلاقا من قيمة العلم الوطني الممتدة عبر تاريخ الدولة السعودية منذ تأسيسها في عام 1139هـ الموافق 1727م، والذي يرمز بشهادة التوحيد التي تتوسطه إلى رسالة السلام والإسلام التي قامت عليها هذه الدولة المباركة ويرمز بالسيف إلى القوة والأنفة وعلو الحكمة والمكانة، وعلى مدى نحو ثلاثة قرون كان هذا العلم شاهدا على حملات توحيد البلاد التي خاضتها الدولة السعودية، واتخذ منه مواطنو ومواطنات هذا الوطن راية للعز شامخة لا تنكس، وإيمانا بما يشكله العلم من أهمية بالغة بوصفه مظهرا من مظاهر الدولة وقوتها وسيادتها ورمزا للتلاحم والائتلاف والوحدة الوطنية، وحيث إن يوم 27 ذي الحجة 1355هـ الموافق 11 مارس 1937م، هو اليوم الذي أقر فيه الملك عبدالعزيز، طيب الله ثراه، العلم بشكله الذي نراه اليوم يرفرف بدلالاته العظيمة التي تشير إلى التوحيد والعدل والقوة والنماء والرخاء».
المملكة متقدمة عالمياً في مؤشر الذكاء الاصطناعي
حصلت المملكة العربية السعودية على المركز الأول عالميا في مؤشر الاستراتيجية الحكومية للذكاء الاصطناعي، وهو أحد مؤشرات التصنيف العالمي للذكاء الاصطناعي الصادر عن «تورتويس إنتليجينس» Tortoise Intelligence الذي يقيس أكثر من 60 دولة في العالم، فيما حلت ألمانيا ثانيا والصين ثالثا في هذا المؤشر.
ويقيس التصنيف العالمي للذكاء الاصطناعي أكثر من 100 معيار ضمن سبعة مؤشرات، هي: الاستراتيجية الحكومية، والبحث والتطوير، والكفاءات، والبنية التحتية، والبيئة التشغيلية، والتجارة، الذي نالت المملكة فيه المركز الأول في مؤشر الاستراتيجية الحكومية للذكاء الاصطناعي، والمركز 31 في إجمالي مؤشرات التصنيف الصادر عن «تورتويس» وهي شركة عالمية لديها مجلس استشاري عالمي يضم خبراء في الذكاء الاصطناعي من أنحاء العالم. وحققت المملكة نسبة 100% في معايير المؤشر من أبرزها«وجود استراتيجية وطنية مخصصة ومعتمدة للذكاء الاصطناعي بالمملكة، ووجود جهة حكومية مخصصة للذكاء الاصطناعي، ووجود تمويل وميزانية خاصة بالذكاء الاصطناعي، وتحديد ومتابعة مستهدفات وطنية خاصة بالذكاء الاصطناعي، وفقا لوكالة الأنباء السعودية الرسمية «واس».
واهتمت المملكة بالذكاء الاصطناعي منذ وقت مبكر حينما صدر أمر ملكي عام 1440هـ بإنشاء الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا) لتكون المرجع الوطني في كل ما يتعلق بهما من تنظيم وتطوير وتعامل.
وقامت «سدايا» بقيادة التوجه الوطني للبيانات والذكاء الاصطناعي لتحقيق تطلعات صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس إدارة «سدايا» ومستهدفات «رؤية السعودية 2030»، فعملت على تطوير الاستراتيجية الوطنية للبيانات والذكاء الاصطناعي من أجل توحيد الجهود وإطلاق المبادرات الوطنية في البيانات والذكاء الاصطناعي وتحقيق الاستفادة المثلى منهما. وحققت المملكة هذا المستوى الذي يواكب مستهدفات «رؤية السعودية 2030»، والتي تسعى إلى أن تتبوأ مكانة متميزة في المؤشرات العالمية في مختلف المجالات.
تأسيس منظمة عالمية للمياه مقرها الرياض
أعلن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء السعودي في الرابع من سبتمبر 2023م عن تأسيس المملكة لمنظمة عالمية للمياه مقرها الرياض تهدف إلى تطوير وتكامل جهود الدول والمنظمات لمعالجة تحديات المياه بشكل شمولي، من خلال تبادل وتعزيز التجارب التقنية والابتكار والبحوث والتطوير، وتمكين إنشاء المشاريع النوعية ذات الأولوية وتيسير تمويلها، سعيا لضمان استدامة موارد المياه وتعزيزا لفرص وصول الجميع إليها.
وتأتي هذه المبادرة تأكيدا لدور المملكة في التصدي لتحديات المياه حول العالم والتزامها بقضايا الاستدامة البيئية، وانطلاقا مما قدمته على مدار عقود من تجربة عالمية رائدة في إنتاج ونقل وتوزيع المياه وابتكار الحلول التقنية لتحدياتها، ومساهمتها في وضع قضايا المياه على رأس الأجندة الدولية.
وستعمل المنظمة الجديدة على تحقيق أهدافها مع الدول التي تواجه تحديات في موضوع المياه وتولي المشاريع المتعلقة بها أولوية في أجندتها الوطنية، بالإضافة إلى الدول التي تملك خبرات ومساهمات فاعلة في حلول المياه، نظرا لتوقعات تضاعف الطلب العالمي للمياه بحلول عام 2050م نتيجة وصول عدد سكان العالم إلى (9.8 مليارات) نسمة وفق التقديرات.
وتتطلع المملكة بالتعاون مع الدول الأعضاء إلى المساهمة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة الرامية إلى ضمان وفرة المياه وتحقيق الأثر الشامل من خلال تضافر الجهود لتمهيد الطريق لمستقبل مائي آمن ومستدام للجميع.
«العلا» تستضيف قمة دولية للآثار
استضافت المملكة العربية السعودية قمة العلا العالمية للآثار لدعم قطاع التراث الثقافي وعلوم الآثار وذلك في الفترة من 13 إلى 15 سبتمبر الجاري بحضور أكثر من 300 مشارك من المسؤولين الحكوميين ورؤساء المنظمات والجمعيات المعنية بالآثار والتراث الثقافي من 39 بلدا يمثلون جميع قارات العالم.
وجسدت القمة التي نظمتها الهيئة الملكية لمحافظة العلا، ما تزخر به المحافظة من ثراء ثقافي وإرث إنساني وأصول ثقافية صاغتها حضارات متعاقبة منذ أكثر من 200 ألف عام، وكانت مقصدا لرحلات الرحالة والمستكشفين، ولاتزال حتى اليوم أحد أهم مواقع الاستكشافات التاريخية نظير ما تختزنه من آثار.
وفي ختام فعاليات القمة تم الإعلان عن إطلاق جائزة تحت اسم «جائزة قمة العلا العالمية للآثار للتميز الأثري»، التي تهدف إلى الإسهام في التحفيز نحو تطوير علم الآثار، والابتكار في المجالات الأثرية والتراث الثقافي.
وجذبت هذه الفعالية عشرات العلماء والمختصين في المجال من المملكة ومختلف دول العالم، حيث أصبحت منصة عالمية أولى في قطاع التراث الثقافي وعلوم الآثار.
وشهدت القمة نقاشات موسعة ضمن 11 جلسة حوارية حول واقع الآثار في العالم وسبل تطوير التقنيات الخاصة بالحفاظ عليها ودعم الاكتشافات الأثرية الجديدة والاحتفاء بخبراء وعلماء الآثار الشباب ودعمهم، كما ناقشت آليات الاستفادة من الذكاء الاصطناعي وتحدياته، وكيف يمكن تعزيز النمو الاقتصادي ونقل المهارات في قطاع الآثار، إضافة إلى حفظ الآثار المرتبطة بقيم المجتمع، ودور وسائل الإعلام في دعم التراث الثقافي وعلم الآثار.