أثار موضوع عدم الاختلاط بجامعة الكويت لغطا كبيرا في الشارع الكويتي مؤخرا، وانقسم الناس بين من وافق على هذا الطرح ومن رفض جملة وتفصيلا فكرة عدم الاختلاط... المؤكد أن كل شخص نظر من خلال زاويته الخاصة لفهم هذا الموضوع، فأحد الطرفين يرى ضرورة عدم وضع عود الثقاب قرب البنزين، فيما الآخر يستنكر طلب التباعد بين أبنائنا في الحرم الجامعي الذي جمعهم لطلب العلم فقط. ولا يخفى على أحد أن هناك من شجع على عدم الاختلاط خوفا على أبنائه، لأن التلميذ منذ صغره منفصل بتعليمه ويجد الاختلاط فجأة في فصول الجامعة، وباعتقاد ولي الأمر أن ذلك الأمر سيجعل ابنه مشغولا بالطرف الآخر وغير المتعود وجوده معه في الفصل خلاف المرحلة المتوسطة والمرحلة الثانوية، ورد البعض فقال إن الاختلاط «فارض نفسه» بالحياة العامة، والشارع، والمولات ومراكز التسوق والجمعيات، حتى الحرم المكي به اختلاط، لكن الكل مشغول بالعبادة والخشوع طلبا لرضا الله غير مكترث يمن حوله فتى أو فتاة. وهناك من اعترض بشدة وقال إن أبناءنا وبناتنا قد تربوا ونشأوا على حسن الخلق والتربية السليمة وكل منهم يعرف الصح من الخطأ واجتماعهم في الجامعة لن يكون به أي مشكلة، بل سيكون هناك احترام متبادل وتقدير من الطالب لأخته الشابة معه في نفس القاعة أو ساحة الجامعة أو في الكافتيريا. فالآباء الذين يشتكون الخوف على أبنائهم من الاختلاط الجامعي ليس بمحله السليم. ولو نظرنا لزاوية أخرى في الاختلاط وهي أن مجتمعنا محافظ والكثير من البيوت منغلقة على نفسها، فسنجد أن وجود الشاب مع الفتاة في الجامعة سيجعل الطالب يثق بقدرة الطالبة الكويتية، ونحن نشتكي في مجتمعنا كثرة العنوسة، وحين يُعجب الطالب بأخلاق الفتاة وحسن تربيتها وسلوكها ولبسها المحتشم بالتأكيد سيختارها أما لأبنائه للمستقبل وبكل ثقة.. لكن المطلوب من الفتاة بالمقابل، وبعد الزي الموحد بالمرحلة الثانوية، أن تكون حذرة في ارتداء الملابس المحتشمة والمستترة وما يليق بطالبة الجامعة. أنت أيتها الفتاة ذاهبة لطلب العلم وليس للاستعراض بملابس تلفت النظر، وذاهبة لكسب المعرفة والثقافة وليس لوضع التبرج والمكياج الصارخ على الوجه لفترة صباحية خاصة بالدراسة. هذا الانفلات عند البعض بالتبرج والملابس الضيقة او القصيرة بشكل لافت هو ما يزعج أساتذة الجامعة ويثير خوف أولياء الأمور على أبنائهم من الاختلاط.
على كل ولي أمر من أب وأم، أن يراقب ملابس ابنته قبل الذهاب للجامعة الى جانب التوعية الأخلاقية سواء بطريقة الحديث مع الآخرين والصوت المنخفض وانتقاء الألفاظ الحسنة والتأدب مع الدكتور المحاضر، لأن الأدب والأخلاق يعكسان البيئة التي أتت منها الطالبة للجامعة. والقصد من هذا كله طلب الفضيلة والاستقامة لكل أبنائنا الذين هم آباء وأمهات المستقبل ونجوم سماء الكويت بالإنجاز والعطاء لرفعة شأن وطنهم.
كثيرة هي حالات الطلاق بمجتمعنا ويقولون إن من اسباب ذلك عدم معرفة كيفية التعامل مع الطرف الآخر بسبب فجوة التباعد بين الطرفين طوال حياتهم الدراسية مما أدى الى عدم فهم الآخر، لكن وجودهم في مبنى الجامعة والقاعة معا سيعطيهم الثقة بأنفسهم ويصبح الاختلاط أمرا طبيعيا مع الأيام دون خوف او بحث عن طرف يجهله ويريد التعرف عليه.
لكل من تعب في تربية أبنائه وبناته أقول له: لا تخف عليهم لأنك أسست تأسيسا سليما وأصبحوا في سن العقل والنضج ويعرفون الصح من الخطأ وفوق ذلك سيحصنون أنفسهم بالعلم إن شاء الله.