هكذا تفعِّل القيادة الكويتية زياراتها الى الدول الكبرى، أنها الريادة في تحقيق الأهداف التنموية، وذلك لتمتع الكويت قيادة وشعبا بالمكانة العالية لدى قيادات العالم المتقدم والنامي على الساحة الدولية، ولدور الكويت الفاعل والصداقات الممتدة مع دول العالم والتي تتسم بتاريخ التعاون المشترك والشراكة الفاعلة والمثمرة منذ استقلال الكويت وقبل ذلك أيضا.
نعم، جاءت زيارة سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد تحقيقا لعدة رؤى ليتم تنفيذها بتبادل الخبرات والمشاريع الضخمة مع دولة كبرى كجمهورية الصين الشعبية، والتي ترتبط مع الكويت منذ 1971 بأواصر الصداقة والتعاون على جميع الأصعدة.
ووجدنا في الآونة الأخيرة تزايد عدد الشركات الصينية في الكويت، فهناك تعاون في مجال الصناعات وفي الجانب التجاري الاستثماري، كما يتميز الصينيون بأنهم شعب جبل على الأخلاقيات والأدبيات المجتمعية وصداقتهم جميلة مع الشعوب الأخرى، كما أنهم ينقلون حضارتهم بطريقة فلكلورية جماهيرية ممتعة.
وفي الحقيقة، أنصح بالسياحة في الصين وذلك لجمال المناطق وتنوع تضاريسها ومناخها من منطقة إلى أخرى، وقد ساهمت الجبال الجيرية الفريدة من نوعها في تصنيف «قويتشو» كأحد مواقع التراث العالمي المدرجة على قائمة «اليونسكو»، فضلا عن كون المنطقة موطنا لـ «مملكة» من الكهوف الضخمة تحت الأرض والعديد من الأنهار التي تجذب السياح من محبي المغامرة والإثارة.
أما التاريخ الذي يهمنا فقد زارها الكويتيون منذ أواخر القرن الثامن عشر خلال رحلات التجارة في زمن الغوص على اللؤلؤ، كما أن هناك أقليات صينية إسلامية ترتبط ارتباطا وثيقا بالعالم العربي والإسلامي.
أما على مستوى زيارة سمو ولي العهد فإنها ساهمت في تعزيز العلاقة بين البلدين من الجانب الاقتصادي إذ تعتبر الكويت سابع أكبر مورد للنفط لدولة الصين وتبلغ عائدات التجارة بين البلدين تطورا مطردا، حيث كشف تشوري وزير دائرة العلاقات الخارجية للجنة المركزية في الحزب الشيوعي فبراير الماضي عن أن «حجم التبادل التجاري بين البلدين بلغ أكثر من 30 مليار دولار في نهاية عام 2022».
وأما ما حققته هذه الزيارة من توقيع سبع مذكرات تفاهم في مجالات عديدة واستراتيجية فدليل على أن السلطة السياسية ستذلل كل العقبات في سبيل دفع عجلة التنمية المستدامة.
ونعول على تعاون السلطتين في دور الانعقاد الثاني من الفصل التشريعي الحالي، بتفعيل الحكومة لجميع الاتفاقيات الموقعة وتسيير عجلة المشاريع الضخمة والاستثمارية في البلاد، وهكذا هو مشعل الكويت سمو ولي العهد الأمين ممثلا عن صاحب السمو الأمير في هذه الزيارة التاريخية للصين، يد بيد الدول الصديقة ويد على عجلة التنمية المستدامة.
[email protected]