يبدو أن محصول القطن الاستراتيجي في مأزق لهذه السنة، فيما يستمر فلاحو الحسكة، وهي إحدى أهم مناطق زراعته، بقطافه في جميع مناطق الاستقرار الزراعي وسط غياب مراكز حكومية لتسلمه، ورفض الإدارة الذاتية التي تسيطر عليها قوات سوريا الديموقراطية (قسد) الكردية تسلمه أيضا.
وبحسب إحصاءات مديرية الزراعة والإصلاح الزراعي في المحافظة، بلغت المساحة المقطوفة 825 هكتارا من إجمالي المساحة المزروعة بمحصول القطن والبالغة 6135 هكتارا، غالبيتها في المناطق التي تستولي عليها «قوات سوريا الديموقراطية»، وقدرت مديرية الزراعة إنتاج 21472 طنا من إجمالي المساحة المزروعة.
وكانت الحكومة السورية حددت سعر شراء كليو القطن بمبلغ 10 آلاف ليرة سورية، وبحسب رأي العديد من المنتجين والفلاحين فإن السعر مجزي ويترك هامش ربح مناسب للفلاحين، إلا أن الصعوبة تكمن في التسويق بظل عدم وجود مركز يستلم هذه الكميات من الفلاحين. ودعا رئيس اتحاد فلاحي محافظة الحسكة عبدالحميد الكركو، إلى إحداث مركز لتجميع الأقطان في مدينة القامشلي واستلامه من الفلاحين وعدم تركهم عرضة للتجار وابتزازهم. ونقل موقع «اثر»، عن مصادر وصفها بـ«خاصة»، إن سماح «الإدارة الذاتية» لتصدير القطن خارج حدود المنطقة التي تسيطر عليها يعني أنه لا نية لتسلمه، علما أنها سابقا لم تسمح ولا بأي شكل بتصدير المحصول إلى خارج حدود المنطقة.
المصادر ذاتها أضافت «أمام هذا الواقع لن يكون أمام الفلاحين والمزارعين سوى التجار، فالفلاح مجبر على بيع محصوله لتعذر تسويقه خارج المحافظة لارتفاع تكاليف النقل، وعدم تسلم الإدارة الذاتية للمحصول، وبالتالي سيكون هناك عزوف عن زراعة القطن خلال المواسم القادمة رغم أنه محصول استراتيجي».