أصدرت المحكمة العسكرية في لبنان برئاسة العميد خليل جابر 11 حكما بحق أمير تنظيم «داعش» في مخيم عين الحلوة عماد ياسين، وذلك بعد ست سنوات من توقيفه بعملية أمنية دقيقة نفذتها مخابرات الجيش اللبناني داخل المخيم.
وتفاوتت الأحكام بين الأشغال الشاقة 10 سنوات والمؤبدة، بعد اعتراف المحكوم عليه بالتخطيط لتنفيذ عشرات العمليات الإرهابية، من بينها تفجير معملي الجية والزهراني واغتيال النائب السابق وليد جنبلاط واستهداف سوق النبطية وفنادق في جونيه ومبنى قناة «الجديد» في منطقة الكولا في بيروت.
وتضمنت الأحكام المشددة وقائع تفيد بأن ياسين أرسل أحد المقربين منه زياد كعوش من عين الحلوة إلى مدينة الرقة السورية لمناقشة وضع المخيم مع قائدي التنظيم هناك أبوأيوب العراقي وأبومحمد العدناني، واتفق معهما على إقامة خلية لـ «داعش» في عين الحلوة يكون ياسين أميرها، على أن تتولى الخلية مراقبة تحركات الجيش اللبناني وبقية الأجهزة الأمنية وتحديد أماكن وجود مخازن أسلحة ووضع خطط لنصب كمائن للعناصر الأمنية اللبنانية والتخطيط لاستهداف البنى التحتية.
وكشف الحكم أن ياسين «أمَّن كمية من المتفجرات وكلف أشخاصا باستطلاع محطة النفط في الزهراني ومعمل الجية لتوليد الكهرباء، وانتظر موافقة قياديي «داعش» على العمليتين وإرسال الأموال، كما عرض على التنظيم استهداف كازينو لبنان وأحد المطاعم وفنادق في جونيه وسوق النبطية والوسط التجاري لبيروت بهدف ضرب السياحة والاقتصاد اللبناني، واغتيال رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي في حينه وليد جنبلاط لتغذية الفتنة في لبنان والدفع إلى وقوع حرب أهلية».
ولم يتمكن ياسين ومعاونوه من تنفيذ مشروعه، إذ انه بعد استطلاع منزلي جنبلاط في كليمنصو (بيروت) والمختارة (جبل لبنان)، وبسبب التحصينات فيهما، صرف النظر عن الفكرة وخطط لاستهداف مقر قناة «الجديد» بسيارة مفخخة بسبب هجومها المتكرر عليه، إلا انه اصطدم أيضا بالإجراءات الأمنية حول القناة، وأن ياسين كان قيد التحضير لتفجيرات تطال المناطق السياحية في لبنان، وأعد العبوات الناسفة للتنفيذ على مراحل سواء بحقائب أو بواسطة شاحنات مفخخة، إلا أن دورية لمخابرات الجيش اللبناني دخلت بشكل سري إلى مخيم عين الحلوة ونفذت عملية نوعية وتمكنت من القبض عليه في حي الطوارئ.