يعتقد الكثير من الآباء أن التعامل الحازم مع أي فشل للأبناء يساعدهم على النجاح، والواقع أن هذا التعامل يجعل الأطفال أكثر حذرا وقلقا من محاولة التجريب وتصحيح الأخطاء، حيث تؤكد الدراسات العلمية أن الأطفال الأكثر نجاحا هم الذين يتعرضون لتجارب فاشلة ويستفيدون من هذه التجارب.
إن رفض إعطاء الأطفال فرصة للفشل يولد لديهم تصورا كماليا للنجاح بشكل غير واقعي، ويحرم الأبناء من الاستفادة من أهم نظرية في التعلم وهي نظرية المحاولة والخطأ لإدوارد ثورنديك، والتربية التي لا تعطي فرصة للفشل ولا تساعد الأبناء على تقبل هذا الفشل وتعمل على توبيخهم وتقريعهم، تتحول إلى عامل من عوامل الإحباط وتكريس الإحساس بالعجز، وتمنع الأبناء من الاستفادة من الفشل وتحويله إلى حافز على النجاح، فالخوف من الفشل هو أخطر عائق يحول دون تحقيق الأهداف والطموحات.
وقد توالت الدراسات الحديثة التي تؤكد أهمية الاستفادة من تجارب الفشل، ومن هذه الدراسات دراسة أجراها باحثون بجامعة مينسوتا توصلت إلى أن تقبل الأطفال للفشل ومحاولتهم التعلم منه تجعلهم أكثر مرونة وقدرة على التغلب على الإحباط، وتوصلت دراسة أجراها باحثون في جامعة شيكاغو إلى أن أفضل طرق التعلم وتنمية الذات هي الاستفادة من تجارب الفشل.
ويتخوف بعض الآباء من تأدية التسامح مع الفشل إلى تأقلم الأبناء مع الفشل وتنامي ظاهرة اللامبالاة، وهذا التخوف لا مبرر له لأن التربية على إعطاء فرصة للفشل تقوم على التوضيح للمتعلم أن التعلم يكتسب من خلال ارتكاب الأخطاء ثم العمل بجدية للاستفادة من دروس الأخطاء.
[email protected]