فعلا نحتاج إلى وضع الأسس والمعايير والتركيز على الجوانب الإيجابية في الحياة وما نمر به من منعطفات.
وعبر التحديات التي تواجه الفرد من خلال المواقف والتجارب والأخطاء التي يتعلم منها، فإن شخصيته تُصقل ويوما بعد يوم ينضج في بحر الحياة، ويركب موجة من موجاتها متسلحا بمعرفة وخبرة ومهارة يستطيع عن طريقها إنجاز نجاحات على المستوى الفردي والاجتماعي والتي تصب في خدمة بلده ودينه ومجتمعه، ولنا أمثلة كثيرة عبر العصور الإنسانية والحضارات التي نشأت وتطورت بالمعرفة والعلم.
وقد وصلنا في الكويت إلى مرحلة متطورة من خلال إنجازات ونجاحات على مستوى الفرد والمجتمع وصولا إلى الدولة عبر وضع اللبنة الأساسية لتنظيم الدولة من خلال دستور 62 الذي أسس الحياة السياسية وتنظيم القوانين وتفعيل دور الفرد والمؤسسات وجمعيات النفع العام. وقد أسهم كل ذلك في تحقيق التقدم والازدهار ووضع الكويت على الخارطة الدولية وجعلها مركزا للعمل الإنساني بجهود القيادة السياسية الرشيدة.
في وقتنا الحالي، ومع ما نمر به من تحديات على مستوى الفرد والدولة، نحن بحاجة إلى مراجعة نقدية حقيقية تتلمس الواقع السياسي والاقتصادي والاجتماعي لمعرفة مكامن الخلل ومعالجتها من خلال تفعيل دور القانون ومؤسساته، وإقامة المؤتمرات والحلقات النقاشية على مستوى الدولة ومؤسساتها للوصول إلى حلول جذرية لأي مشكلات قد تكون هي السبب في عدم وجود الكويت بين دول العالم المتقدم، كما ينبغي تفعيل الخطط الوطنية لمكافحة الفساد لمواجهة هذه الآفـــة التـي يعاني منها العالم أجمع، والقـــضاء على كل ما يترتب عليها من سلبيات تعيق التقدم المنشود.
شخطـة قـلــم: لنا مثال جيد من خلال طرح قانون تنظــيم الإعلام وما دار في الحلقــة النقاشية التي عقدها وزير الإعلام ووزير الأوقاف والشؤون الإسلامية عبدالرحمن المطيري بحضور المختصين في مجال الإعلام وغيرهم من القانونيين والمهتمين ومنظمات المجتمع المدني للتعديل على المسودة الأولية لمواد القانون.