لفت نظري خلال انطلاقي أمس من المنزل إلى مكان عملي ذبول الكثير من الأشجار وسقوط البعض الآخر وراء الأرصفة وخلو مناطقنا من مشاريع التشجير والتخضير، ولا أعرف السبب في هذا المشهد الذي يحتاج إلى وقفة.
كنت قد كتبت العام الماضي مقالا نشر في «الأنباء» تحت عنوان «الكويت الخضراء حلم وإلا علم؟»، وتساءلت في المقال عن مشروع تخضير الكويت والذي انطلق من الرغبة السامية لأمراء الكويت الراحلين، رحمهم الله، حيث كان إنشاء الهيئة العامة لشؤون الزراعة والثروة السمكية في عهد الشيخ جابر الأحمد، رحمه الله، حين صدر القانون رقم 94 لسنة 1983 بإنشائها بعد أن كانت الهيئة تابعة لوزارة الأشغال العامة بهدف تنمية الثروة الزراعية وتطويرها في البلاد، ثم تلتها الرغبة السامية بالتخضير والإكثار من الحدائق العامة لتزيين الكويت، كما هدفت التنمية التي عناها سمو الأمير الراحل بالبدء بمشاريع التشجير، ومنها مشروع «نخيل الشهداء» ومشاريع أخرى بزراعة الأراضي الصحراوية على طول الحدود الشمالية والجنوبية، فظهرت عشرات الأصناف من الأشجار والمنتوجات الزراعية في منطقتي العبدلي شمالا، وجنوبا في منطقة الوفرة.
ولابد أن نستذكر مقولة أمير القلوب، رحمه الله، «اعيدو للنخلة مجدها»، حينما قالها ظهرت بساتين النخيل ومزارع القمح لتكون شاهدا على أن الكويت نجحت بزراعة المنتوجات الزراعية، ويستطيع المزارع الكويتي أن يحقق الأمن الغذائي المطلوب في ظل الحروب في العالم والتهديد بالمجاعات، ولكن «يموت الشجر واقفا، وفي وطننا الكويت يموت على جنبات الطريق».
ونحن على مقربة من احتفال الكويت في الخامس عشر من اكتوبر الجاري بـ«يوم التخضير الكويتي» والذي يستمر لمدة أسبوع كامل، حتى تاريخ الحادي والعشرين من الشهر نفسه، والذي كان أسسه أمير البلاد الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح عام 1988 ومازالت الهيئة العامة للزراعة تقوم بالاحتفال بفعاليات لمدة أسبوع سنويا، ويعد التشجير مشروعا وطنيا لا نزال نأمل أن يتطور ويكتمل حتى يحقق الأهداف المنشودة منه، إكمالا لما تم من جهود تطوعية متفرقة.
إن التشجير والتخضير الجزء الأهم والأكبر في التنمية المستدامة والأبرز في حلول أزمة المناخ، ورؤية «كويت جديدة»، فلنعمل بمقولة الشيخ جابر، رحمه الله «أعيدوا للنخلة مجدها»، وأنا أقول أعيدوها في عيدها الخامس والأربعين بمبادرات تطوعية فاعلة.
[email protected]