بقلم: صباح النصر .. مدير نادي الألعاب الشتوية
منذ نحو 30 عاما لم تكن رياضة الهوكي بالكويت ذات مستوى كبير من حيث التجهيزات الخاصة بها من ملاعب مجهزة وأدوات، كما أن أعداد المشاركات الدولية كانت بسيطة لا تذكر، ولكن وقتها كان هناك شاب يافع وجد شغفه في رياضة الهوكي، فأخذ يتعلمها وشجعه طموحه في الانضمام إلى فريق رياضي، ولأنه كان يعرف كيف يصنع التميز فقد أصبح قائدا لفريقه، ومن هنا كانت بداية مسيرة مهنية رياضية، كما كانت أيضا حجر الأساس لمنظومة رياضية رائدة، حلقت في سماء الكويت، لتتجه بكل قوة نحو العالمية.
أتحدث هنا عن «فهيد العجمي» رئيس مجلس إدارة نادي الألعاب الشتوية ورئيس الاتحاد العربي لهوكي الجليد، فمنذ سنوات لم يكن هناك ما يسمى نادي الألعاب الشتوية، اذ كانت رياضة الهوكي مختزلة في مجرد ملعب ليس متاحا طوال الوقت، وكان الفريق الرياضي للعبة الهوكي يشارك في بطولات بسيطة للغاية على المستويين المحلي والدولي، ولكن لأن هناك من يسعى دائما إلى صناعة الفارق ووضع بصمته، كان فهيد العجمي يسعى إلى ألا يقتصر أمر تلك الرياضة على مجرد وجود فريق للهواة، وكان يحلم بأن تدخل الصفة الرسمية إلى الفريق ليصبح ذا وجود قوي معترفا به في الداخل والخارج.
وفي عام 2006 أصبح لفريق الهوكي للهواة صفة رسمية بعدما أنشأ له لجنة منبثقة من اللجنة الأولمبية الكويتية، وأخيرا تحول الحلم إلى حقيقة.. ففي عام 2013 أصبح لدى الكويت ناد مشهر يعرف باسم «نادي الألعاب الشتوية»، ومن هنا كانت نقطة الانطلاقة القوية للعالمية، ليكون أول علم عربي يرفع في الألعاب الشتوية في كوريا من نصيب الكويت.
المستوى المتطور الذي وصل إليه المنتخب الكويتي للهوكي، والذي دائما ما يحرص «العجمي» على الإشادة به والاحتفاء بلاعبيه، كان حصيلة جهود ضخمة، فقديما لم تكن هناك إمكانيات تذكر خاصة بتلك الرياضة، أما الآن فنادي الألعاب الشتوية أصبح منارة للكثير من الأنواع الرياضية من بينها الهوكي والسكيت والسبيد وغيرها من الرياضات الجليدية، والرائع في الأمر أن تلك الرياضات جميعها «أولمبية».
هذه الطفرة التي حدثت بنادي الألعاب الشتوية الذي انضم مؤخرا إلى منظمة تنمية رياضة الهوكي على الجليد في الدول الإسلامية ومقرها مدينة «قازان» عاصمة جمهورية تتارستان، كان السبب الرئيسي وراءها وكما ذكر «العجمي» في إحدى لقاءاته أن مجلس إدارة النادي جميعهم لاعبون، ولذا فهم يدركون ما تحتاجه تلك الرياضة، والعوامل المساعدة على تقدمها، وأسباب اقتناص الجوائز والفوز في البطولات الدولية، كما أصبح لدى النادي مدرسة للتدريب والتي تتيح فرصة الالتحاق بها لكافة الفئات العمرية.
إن «فهيد العجمي» تخطى فكرة الرجل الرياضي الذي يتولى أمورا إدارية، وأصبح نموذجا في النجاحات الرياضية، وما ساعده على ذلك هو طموحه الذي لا يتوقف عند حد معين، ولهذا فإن المستقبل سيحمل الكثير من الأنباء السارة للألعاب الشتوية في وطننا الكويت.