التخطيط التربوي والتعليمي قاعدة أساسية وارتكاز من أجل تنمية القوى البشرية وصقل القدرات والمهارات والمعارف والاتجاهات للكفاءات البشرية في جوانبها العلمية والعملية والفنية والسلوكية، وذلك على أساس أن العنصر البشرى ركيزة أساسية في بناء وتقدم الشعوب وضرورة التخطيط على أسس علمية، كما أنه يعتبر مطلبا تربويا وعلميا واقتصاديا واجتماعيا. والتنبؤ بالمستقبل لدور التربية بوصفها أداة فعالة بيد الدول والمجتمعات لتكوين المواطن الصالح تكوينا يتفق مع أهدافها وايديولوجيتها، فالتربية والتعليم أداة تغيير المجتمع.
وإصلاح التعليم يكون بالتخطيط السليم وهو الأداة المأمونة والمضمونة للتغلب على أزمات العملية التعليمية ومشكلاتها ومواجهة تحدياتها والتطلع للمستقبل واستشرافه والتنبؤ باتجاهاته وتحقيق أهدافه واستغلال الموارد البشرية والطبيعية والفنية المتاحة إلى أقصى حد ممكن لإحداث التغيير المنشود والاتسام بالواقعية والشمول والتنسيق والمرونة وقدرة الخطة على مواجهة الظروف الطارئة.
والتخطيط السليم يكون بالاعتماد على البيانات والإحصائيات الأساسية اللازمة للتخطيط التعليمي ووجود كفاءات بشرية مدربة وذات كفاءات عالية ومؤهلة علميا وفنيا بالمعرفة والوعي التخطيطي. ومما يستدعى وضع الخطط الاستراتيجية العلمية والتربوية هو الاكتشافات العلمية والتطور التكنولوجي وازدياد المعرفة في كل ثانية ونمو اتجاهات سياسية واقتصادية واجتماعية جديدة، وهناك خطط طويلة المدى تستغرق ما بين 10 و20 سنة وخطط متوسطة المدى ما بين 5 و10 سنوات وخطط قصيرة المدی وتكون بين 1 و5 سنوات.
ومن مبررات التخطيط إدراك أهمية التربية والتعليم كأداة لتنمية قدرات الانسان وإمكاناته وتحسين حياته ورفعة شأن وطنه، وضرورة تحقيق التكامل بين أنواع التعليم مما يستلزم التخطيط لتقديم حلول شاملة تحقق التوازن بين مراحل التعليم المختلفة ومواجهة التحديات المتوقعة والتغيرات التي يخبئها المستقبل، ولن يتحقق ذلك إلا بتخطيط قادر على قراءة المستقبل والتنبؤ به، والتخطيط عملية تفكير ترتبط بالزمن، حيث يفكر الشخص في اليوم والغد وما بعد الغد ويحدد أولويات الزمن والتوقيت.
ومن أهداف التخطيط التربوي والتعليمي توفير احتياجات المجتمع من القوة العاملة اللازمة لتطوره والمحافظة على التراث الثقافي والعادات وقيم المجتمع وتربية المواطن الصالح وبناء أجيال ذات هوية وطنية عربية إسلامية تمتلك المعارف وقادرة على التعامل مع التطور العلمي التكنولوجي والابداع الفني وتكتسب المهارات والقيم الأساسية والتركيز على استخدام اللغة العربية، إضافة إلى فهم واستخدام لغة اجنبية استخداما وظيفيا، وغرس القيم الإيجابية في وجدان المتعلمين والمعبرة عن الهوية الثقافية العربية والإسلامية.
[email protected]