سنوات تلو السنوات تمضي على وطني الحبيب يزداد فيها حنيننا إلى عصر «درة الخليج» ويتعاظم خلالها التعطش إلى تحقيق التنمية بالشكل المطلوب الذي يجلب لهذا البلد النهضة التي يستحق.
وهناك الكثير من الحلول البسيطة التي يمكنها أن تصنع لنا في بلادنا عجائب المعجزات. مما نحتاج اليه باختصار حتى نحقق نهضتنا المنشودة هو استقدام نخب مميزة من المستشارين العالميين من دول العالم المتقدم، يكونون على أعلى مستوى من العلم والمعرفة والخبرات المتراكمة، تنوط بهم مهمة وضع مواصفات لمشاريعنا الوطنية، وتوكل إليهم عملية الإشراف الشامل على تنفيذها منذ دراسة الجدوى والتخطيط، وحتى الانتهاء منها والتسليم، لنرى وترى الأجيال القادمة أنماطا عصرية أكثر حداثة، وتعود لدولتنا الأبية إطلالتها البهية على بحر الخليج العربي متموضعة بكل فخر في أعلى القائمة.
إننا نحتاج إلى وجود مستشارين أفذاذ على رأس مشاريع تنميتنا وفي مقدمة نهضتنا، فما المانع أن يكون لدينا مستشارون من اليابان على رأس مشاريع المدن الإسكانية، ومستشارون من المملكة المتحدة في الأمن السيبراني والمعلوماتية، وآخرون من فنلندا وسنغافورة في هندسة المدارس والتعليم والدراسات الجامعية؟ وتخيلوا أن نستعين بكبار المهندسين والمستشارين الأتراك الذين تمرسوا برفع الجسور في السماء وحفر الأنفاق تحت الماء، وبآخرين وآخرين في الصحة والترفيه والتخطيط والتنظيم وفي كل مناحي الحياة.
إن مجرد الدردشة بهذا المقترح في الأوساط المعنية من شأنه أن يعطي لنا جرعة زائدة من التفاؤل حيال مستقبل بلدنا ونهضته، فضلا عما يمكن أن يحققه المضي قدما في بحث هذا الأمر ومناقشته من أجل تنفيذه، ومن ثم نرى مشاريعنا قد نفذت بالمواصفات المطلوبة بلا أخطاء، لتبقى متماسكة لـ 50 سنة وليس لـ 5 سنوات.
إن مواطنينا ومقيمينا وزوارنا يتوقون إلى رؤية شوارعنا في أحسن حال بلا أي تكسير، وفي نفس الوقت يحدوهم الأمل في أن تتكرر لدينا التجارب المبهرة عندما يقرأون عن جسر تم إنجازه في الصين خلال شهرين، وعن نفق تحت ماء البحر بين قارتي آسيا وأوروبا حفروه وعمروه خلال 3 سنوات، أو عن جسر معلق على البحر بين مدينتي إسطنبول وبورصة أنجز في ألف يوم.
لن أجحف وزراء الأشغال حقهم، فقد اجتهد الكثير منهم في رفع مستوى البنى التحتية وعلاج أي مشكلات بالشوارع، ومنهم من جاب شرق الأرض وغربها لحل مشكلة الإسفلت، وتبين لهم حجم التكلفة لاستقدام شركات متخصصة، إننا نقدر ذلك، لكن لابد أن نعي حاجتنا إلى وجود مستشارين مخضرمين في تخصصاتهم على رأس تنفيذ مشاريع الدولة، والإشراف على تنفيذها من قبل الشركات المحلية وأخواتها الخليجية، وفي الوقت نفسه ينوط بهؤلاء المستشارين تدريب الكوادر الكويتية، لتخريجهم بنفس الخبرات والمهارات والإبداعات التي نحتاج اليها بسواعد محلية، وبذلك تدور العجلة وتظهر براعم التنمية والتجديد والتطوير.
إن توجيه بوصلة النهضة في الاتجاه الصحيح يبدأ من الأسطر الأولى من هذه المقالة، وبذلك ستعود لدولتنا الأبية إطلالتها البهية بمعونة ربانية، ولن يكون عصيا بإذن الله أن نرى مظاهر هذا البهاء في كل شارع ووزارة ومستشفى ومدرسة.. فشدوا الهمة يا أصحاب الهمة وأعيدوا البهجة الى الأمة.. ولا أقول إلا وفقكم الله لحمل الأمانة بكل اقتدار.
[email protected]