- تبكير الدوام سبّب ربكة لدى البعض ويجب تعديل وقت الانصراف لا الحضور
- توفير باصات نقل جماعي لكل المراحل سيقلل الازدحام بالمناطق والشوارع الجانبية
عبدالعزيز الفضلي
أكد عدد من التربويين انه بعد مرور ما يقارب أسبوعين على تطبيق الدوام المرن في المدارس فإنه لم يكن له تأثير واضح على تخفيف الازدحام المروري، مشيرين إلى انه بحاجة إلى اعادة نظر فيه ودراسته اكثر.
وقالوا في تصريحات لـ«الأنباء» انه ما كان يجب المساس تماما ببداية الدوام، فالأفضل لو استمرت بداية الدوام على ما كانت عليه مع تغيير وقت نهايته، مشيرين إلى ان هذا التبكير سبب ربكة لبعض المعلمات العاملات في رياض الأطفال، حيث أدى الامر إلى اصطحاب ابنائهن معهن لمقر عملهن للتوقيع ومن ثم توصيل ابنائهن لمدارسهم والعودة مرة اخرى، مما يؤثر على حركة السير داخل المنطقة السكنية.
وذكروا أنه له تداعيات على النظام المدرسي خاصة في المدارس الحكومية المشتركة ومدارس التعليم الخاص والتي بها أربع مراحل تعليمية، حيث بلغ عدد مرات قرع الجرس لأكثر من 20 مرة متداخلة بين مرحلتين، موضحين ان المشكلة قد تكمن أيضا في توقيت خروج الموظفين في بعض الوزارات مع خروج مدارس المرحلة الثانوية وتكون الذروة عند الساعة 2:15 تقريبا، التفاصيل في السطور التالية:
في البداية، تحدث مدير ثانوية عبداللطيف ثنيان الغانم، حسين جمعة، قائلا: لا شك ان وزارة التربية لا تألو جهدا وتسعى بعمل حثيث من اجل القضاء على مشكلة الازدحام والتكدس المروري قبل وبعد اليوم الدراسي ومعها جميع أجهزة الدولة، مشيرا إلى أنه من هنا جاءت فكرة الدوام المرن، وهنا لنا بعض الوقفات فمن وجهة نظري الشخصية أرى انه ما كان يجب المساس تماما ببداية الدوام، فالافضل لو استمرت بداية الدوام على ما كانت عليه، مع تغيير وقت نهاية الدوام ويبقى الوقت نفسه لانصراف مرحلة رياض الاطفال.
واضاف: أما بقية المراحل كل مرحلة تفصل عن الاخرى 15 دقيقة تفاديا للتزاحم وقت الانصراف، لافتا إلى انه كان من الاجدر بقاء دوام رياض الاطفال كما هو دون تبكير بدايته، لان هذا التبكير سبب ربكة لبعض المعلمات العاملات في رياض الاطفال، حيث ادى الامر إلى اصطحاب ابنائهن معهن لمقر عملهن للتوقيع ومن ثم توصيل ابنائهم لمدارسهم والعودة مرة اخرى مما يؤثر على حركة السير داخل المنطقة السكنية.
وقال جمعة: لا يخفى على احد شدة الازدحام داخل المناطق وفي الشوارع الجانبية، وهذا يكمن حله في توفير باصات نقل جماعي لكافة المراحل حيث سيساعد ذلك كثيرا من تخفيض عدد المركبات في الشوارع.
واقترح ان يبدأ الدوام المرن لبقية الوزارات من الساعة 8:30، ففي هذا التوقيت تكون الامور قد وضعت في نصابها ووصل ابناؤنا إلى مدارسهم واستقرت الاوضاع وتلاشى الازدحام، ويا حبذا لو كثفنا دوريات المرور في الشوارع الجانبية والطرقات للقضاء على الاختناقات منذ بدايتها، خاصة ان بعض اولياء المرور يتركون اولادهم في اماكن من شأنها احداث ربكة وزحمة، موضحا ان هذا غيض من فيض آملين ان تؤخذ هذه التوصيات بعين الاعتبار حتى نصل جميعا للهدف المنشود.
من جانبه، ذكر مدير مدرسة الريادة النموذجية صلاح الصانع أن تطبيق الدوام المرن في المدارس صدر قبل أيام قليلة من بداية انطلاق انتظام دوام الطلاب ويحتاج مزيدا من الدراسة، موضحا ان له تداعيات على النظام المدرسي خاصة في المدارس الحكومية المشتركة ومدارس التعليم الخاص والتي لها اربع مراحل تعليمية، حيث بلغت عدد مرات قرع الجرس لأكثر من 20 مرة متداخلة بين مرحلتين.
وأضاف الصانع أن القرار أثر سلبا في الطلبة، فالطالب مضطر ان ينتظر أخاه حتى يعود ويرتاح في المنزل، ناهيك عن زيادة مدة انتظار أولياء الأمور بالشوارع والطرق، ففي بعض الاسر الفرق بالانصراف يصل لمائة واحدى عشرة دقيقة، هذا بالاضافة إلى زيادة الضغوط على الادارات المدرسية في ادارة دخول وانصراف الطلبة.
وبين ان في الصباح لابد من وجود ملاحظين وفي الوقت نفسه يحتاج لايصال ابنائه ونفس التحدي يحدث بالانصراف يكون لديه مناوبة وقد يضطر الأبناء الانتظار لأوقات طويلة لأن ولي امره معلم او معلمة، مشيرا إلى أن أثر هذا القرار امتد إلى الحضانات الخاصة ومن يعمل بها.
وأكد الصانع ان ذلك زاد من النفور لمهنة التعليم، واصبحت طاردة بامتياز فلم نستسغ التطوير، لافتا إلى أن الدوام المدرسي المرن خدم فئة بسيطة من أولياء الأمور الذين لهم طالب مرحلة واحدة ولم يراع الأسر الشابة.
من جهتها، أكدت موجهة فني حاسوب حنان العبدالجادر أن إيجابيات وسلبيات الدوام المرن تعتمد على عدد المستفيدين منه، حيث إن اختلاف التوقيت بفترة لا تزيد عن 15 دقيقة سواء في بداية الدوام أو نهايته لم نلحظ التأثير القوي في تقليل الازدحام، قد تكون مريحة للموظفين الذين يبدأ دوامهم بعد الساعة 8 صباحا أو موظفي المدارس الذين يعملون في مدارس مناسبة لمرحلة أبنائهم، أما المعلم أو الاداري الذي يعمل في المرحلة الابتدائية على سبيل المثال وأبناؤه في المرحلة الثانوية فهو لابد له من توصيل أبنائه مبكرا ثم العودة لمدرسته قبل الساعة 7:15 صباحا، كما عليه الانتظار لمدة 45 دقيقة في نهاية الدوام لاصطحاب أبنائه، موضحة ان المشكلة قد تكمن أيضا في توقيت خروج الموظفين في بعض الوزارات مع خروج مدارس المرحلة الثانوية وتكون الذروة عند الساعة 2:15 تقريبا.
واضافت أن الدوام المرن من وجهة نظري لا أتوقع أنه قد ساهم في حل مشكلة الازدحام لدى الكثيرين أو بشكل مباشر وملحوظ، لافتة إلى أن الازدحام مازال موجودا وفي ذروته من الساعة 6:45 وحتى الساعة 8:30 صباحا ومن الساعة 1:30 وحتى الساعة 3 عصرا.
بدوره، اشار المعلم حسين علي إلى أن الدوام المدرسي المرن خفف الازدحام نوعا ما في الطرق الرئيسية ولكن تضاعف حول المدارس، منوها إلى ان ولي الأمر عندما يكون لديه اكثر من طالب سينتظر في الشارع لحين خروج ابنه الآخر.
ودعا إلى ضرورة مراجعة القرار وتقييم الفترة الماضية والتي قد تحتاج إلى تعديل في الفترات ما بين كل مرحلة خاصة اولياء أمور الطلبة الموظفين الذين يعانون من صعوبة الخروج من مقار أعمالهم لإحضار أبنائهم.
الربط بين الدوام المرن بالمدارس والجهات الحكومية الأخرى
قال عضو مجلس ادارة جمعية المعلمين د.منصور العبدلي: تلوح الحاجة إلى حل يطرح لتخفيف الزحام المتزامن مع فترات الذروة في الشوارع والطرق الرئيسية، وفي الوقت نفسه يزيد من إنتاجية الموظفين في القطاعات المختلفة، مشيرا إلى انه بالنسبة للدوام المدرسي فنجد ان عدد الساعات التي يقضيها الطالب في المدرسة باليوم 5 ساعات ونصف بمعدل 7 حصص 40 دقيقه لكل حصة وتضاف عليها 10 دقائق طابور و10 دقائق الفرصة الاولى و10 دقائق الفرصة الثانية و5 دقائق بين كل حصة وبالتالي يكون مجمل الدوام 5 ساعات ونصف.
واضاف العبدلي وبعد تجربة الدوام المرن في المدارس والتي طبقت في بداية العام الدراسي فيفضل واقترح ان يكون بدء الدوام للهيئة التعليمية من الساعة 7 إلى الساعة 12 ونصف في المدارس، ويطبق التوقيت المرن للموظف في جميع الجهات الاخرى، موضحا انه على سبيل المثال الدوام الرسمي للوزارات يترك خيار الحضور للعمل في أي وقت بين الساعة 7:30 صباحا إلى الساعة 10:30 صباحا ويكون الانصراف بين الساعة 1:30 والساعة 4:30، وهذا يؤدي إلى تخفيف الازدحام المروري.